للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قتادة: يعني السوء وقال مجاهد: الرجس الشك وأراد بأهل البيت نساء النبي صلى الله عليه وسلم لأنهن في بيته وهو رواية سعيد بن جبير عن ابن عباس"١.

فإذهاب الرجس شامل لزوجاته عليه الصلاة والسلام وغيرهن من أهل بيته من الصحابة رضي الله عنهم جميعاً، فلقد أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم منه تطهيراً. فالآية شاملة للزوجات ولعلي وفاطمة والحسن والحسين رضي الله عنهم جميعاً.

أما الزوجات فلكونهن المرادات في سياق الآية، ولكونهن الساكنات في بيوته صلى الله عليه وسلم النازلات في منازله.

وأما دخول علي وفاطمة والحسن والحسين فلكونهم قرابته وأهل بيته في النسب ويؤيد ذلك ما ورد من الأحاديث المصرحة بأنهم من أهل بيته ومن تلك الأحاديث ما رواه مسلم بإسناده إلى أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: خرج النبي صلى الله عليه وسلم غداة وعليه مرط٢ مرحّل من شعر أسود فجاء الحسن ابن علي فأدخله، ثم جاء الحسين فدخل معه، ثم جاءت فاطمة فأدخلها ثم جاء علي فأدخله، ثم قال: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً} ٣.

قال القرطبي: "فهذه دعوة من النبي صلى الله عليه وسلم لهم بعد نزول الآية أحب أن يدخلهم في الآية التي خوطب بها الأزواج"٤.

وقد بين شيخ الإسلام ابن تيمية أن آية التطهير من الرجس شاملة لأزواجه ولعلي وفاطمة والحسن والحسين رضي الله عنهم جميعاً فقد قال رحمه الله تعالى:


١ـ معالم التنزيل على تفسير الخازن ٥/٢١٢.
٢ـ المرط: كساء يكون من صوف وربما كان من خز أو غيره "النهاية في غريب الحديث" ٤/٣١٩.
٣ـ صحيح مسلم ٤/١٨٨٣.
٤ـ الجامع لأحكام القرآن ١٤/١٨٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>