للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مبايعة طلحة والزبير رضي الله عنهما لعلي رضي الله عنه وهذا فيه رد لبعض الروايات التي ذكرها بعض المؤرخين من أنهما بايعا مكرهين فقد جاء في بعض تلك الروايات أن طلحة رضي الله عنه قال: "بايعت واللج على قفي"١.

وقد رد العلامة ابن العربي على هذا بقوله: "اخترع هذا الحديث من أراد أن يجعل في "القفا" لغة "قفي" كما يجعل في "الهوى": "هوى" وتلك لغة هذيل لا قريش٢ فكانت كذبه لم تدبر"٣.

بل قد جاء في بعض الروايات أن طلحة رضي الله عنه كان أول من بايع علياً حتى قال حبيب بن ذؤيت: بايع علياً يد شلاء لا يتم هذا الأمر٤ "وأهل الكوفة يقولون: أول من بايعه الأشتر"٥.

وقد رد القاضي أبو بكر ابن العربي على قول القائل في طلحة "يد شلاء" بقوله: "أما قولهم: "يد شلاء" لو صح فلا متعلق لهم فيه فإن يداً شلبت في وقاية رسول الله صلى الله عليه وسلم يتم لها كل أمر ويتوقى بها من كل مكروه وقد تم الأمر على وجهه ونفذ القدر بعد ذلك على حكمه وجهل المبتدع ذلك فاخترع ما هو حجة عليه"٦.

وهذا الرد من ابن العربي على ما قيل في يد طلحة رضي الله عنه يستحق أن يكتب بماء الذهب لأنه لو كانت يد طلحة هي الأولى في البيعة لكانت أكثر بركة ونفعاً لأنها يد ذبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم المشركين يوم أحد، أما يد الأشتر


١ـ العواصم من القواصم لابن العربي ص/١٤٤ وانظر تاريخ الأمم والملوك ٤/٤٣١-٤٣٥ وانظر أيضاً الكامل في التاريخ لابن الاثير ٣/١٩٣، النهاية في غريب الحديث ٤/٢٣٤، البداية والنهاية ٧/٢٤٧.
٢ـ بل إنها أبعد عن لغة قريش من لهجة هذيل فقد ذكر العلامة ابن الأثير في كتابه "النهاية في غريب الحديث ٤/٢٣٤ أنها لغة طيء.
٣ـ العواصم من القواصم ص/١٤٤.
٤ـ تاريخ الأمم والملوك ٤/٤٢٨، الكامل لابن الأثير ٣/١٩١.
٥ـ تاريخ الأمم والملوك ٤/٤٣٣، البداية والنهاية ٧/٢٤٧.
٦ـ العواصم من القواصم ص/١٤٤-١٤٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>