للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يسلم منه أحد بعدك قرأت القرآن صغيرا وأقرأت الناس كبيرا وطلبت الآثار فيه والنحو، وقال: حدثني أبي عن بعض أصحابه قال: قيل لأبي عمر الدوري لِمَ صحبتم الكسائي على الدعابة التي كانت فيه قال: لصدق لسانه، وقال خلف بن هشام البزار عملت وليمة فدعوت الكسائي واليزيدي فقال اليزيدي للكسائي: يا أبا الحسن أمور بلغتنا عنك فننكر بعضها فقال الكسائي: أو مثلك١ يخاطب بهذا وهل مع العالم من العربية الأفضل بصاقي هذا ثم بصق فسكت اليزيدي، أخبرني أبو حفص عمر بن الحسن وغيره أذنا عن يوسف بن المجاور أنبأ أبو اليمن الكندي أنبأ أبو منصور الشيباني أنبأ أبو بكر الخطيب الحافظ أنبأ أبو الحسن الحمامي قال: سمعت عمر بن محمد الإسكاف سمعت عمي يقول: سمعت ابن الدورقي يقول: اجتمع الكسائي واليزيدي عند الرشيد فحضرت صلاة فقدموا الكسائي يصلي فارتج عليه قراءة {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} فقال اليزيدي: قراءة {قُلْ يَا أَيُّهَا} ترتج على قارئ الكوفة قال: فحضرت صلاة فقدموا لليزيدي فارتج عليه في الحمد فلما سلم قال:

احفظ لسانك لا تقول فتبتلي ... إن البلاء موكل بالمنطق

واختلف في تسميته بالكسائي فالذي رويناه عنه أنه سئل عن ذلك فقال لأني أحرمت في كساء وقيل لأنه كان يتشح بكساء ويجلس في حلقة حمزة فيقول٢ أعرصوا على صاحب الكسائي وقيل من قرية باكسايا والأول أصحها والآخر أضعفها، وقد ألف من الكتب كتاب معاني القرآن كتاب القراءات كتاب العدد كتاب النوادر الكبير كتاب النوادر الأوسط كتاب النوادر الأصغر كتابا في النحو كتاب العدد واختلافهم فيه كتاب الهجاء كتاب مقطوع القرآن وموصوله كتاب المصادر وكتاب الحروف كتاب الهاءات كتاب أشعار٣، واختلف في تاريخ موته فالصحيح الذي أرخه غير واحد من العلماء والحفاظ سنة تسع وثمانين ومائة صحبة هارون الرشيد بقرية


١ أو مثلك: لعل الصواب "أو مثلي".
٢ فيقول ق لا ع ك.
٣ أشعاره ك.

<<  <  ج: ص:  >  >>