للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بعد اعترافه به هو "فامضوا إلى ذكر الله" [الجمعة: ٩] "وتجعلون شكركم أنكم تكذبون" [الواقعة: ٨٢] "كل سفينة صالحة غصبًا" [الكهف: ٧٩] "كالصوف المنفوش" [القارعة: ٥] "فاليوم ننجيك ببدنك" [يونس: ٩٢] الآية "تبت يدا أبي لهب وقد تب" [المسد: ١] "فلما خر تبينت الإنس أن الجن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا حولًا في العذاب المهين" [سبأ: ١٤] "والذكر والأنثى" [الليل: ٣] "فقد كذب الكافرون فسوف يكون لزامًا" [الفرقان: ٧٧] "وينهون عن المنكر ويستغيثون١ الله على ما أصابهم وأولئك هم المفلحون" [آل عمران: ١٠٤] "وفساد عريض" [الأنفال: ٧٣] , وذلك في ربيع الآخر سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة وكان قد أغلظ للوزير في الخطاب وللقاضي ولابن مجاهد, ونسبهم إلى قلة المعرفة, وأنهم ما سافروا في طلب العلم كما سافر, فأمر الوزير بضربه فضرب سبع درر وهو يدعو على الوزير بأن يقطع الله يده ويشتت شمله, ثم أوقفه على الحروف فأهدر منها ما كان شنيعًا وتوبه عن التلاوة بها غصبًا, وقيل: إنه جرد من ثيابه وأقيم بين الهبارين وضرب نحو العشر, فتألم وصاح وأذعن بالرجوع وقيل: إنه نفي من بغداد فذهب إلى البصرة وقد استجيب دعاؤه على الوزير فقطعت يده, وخربت دياره, وذاق الذل, ولبث في الحبس مدة على شر حال، قرأت على أحمد بن محمد بن الحسين٢ بسفح قاسيون عن علي بن أحمد بن عبد الواحد عن أبي اليمن الكندي, أنبأ أبو محمد البغدادي قراءة عليه قال: سمعت جدي الإمام أبا منصور المقرئ يقول: سمعت أبا نصر أحمد بن مسرور الخباز يقول: سمعت المعافى أبا الفرج يقول: دخلت يومًا على ابن شنبوذ وهو جالس بين يديه خزانة الكتب فقال لي: يا معافى افتح الخزانة, ففتحتها وفيها رفوف عليها كتب وكل رف في فن من العلم, فما كنت آخذ مجلدًا وأفتحه إلا وابن شنبوذ يهذه كما يقرأ الفاتحة ثم قال: يا معافى, والله ما أغلقتها حتى دخلت معي إلى الحمام هذا والسوق للعطشى وهذا فضل عظيم، وبه إلى أبي محمد البغدادي قال: قال أبو الحسن علي بن محمد بن يوسف بن يعقوب بن علي العلاف


١ ويستعينون ك.
٢ محمد بن الحسن ك.

<<  <  ج: ص:  >  >>