التصانيف في الحديث، ولد سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة، أخذ القراءة عرضا عن أحمد بن إسماعيل الصرام وأبي بكر محمد بن العباس ابن الإمام بخراسان وأبي عيسى بكار بن محمد ببغداد وأبي علي النقار بالكوفة ومحمد بن الحسين بن أيوب النوقاني وأبي الحسن محمد بن محمد بن الحسن الكازري, وسمع الأصم وتفقه على أبي سهل الصعلوكي، وبرع في فنون الحديث وأتقن الفقه للشافعي وألف كتاب المستدرك على الصحيحين وتاريخ نيسابور, وكان إماما ثقة صدوقا إلا أن في مستدركه أحاديث ضعيفة، ومما انتقد عليه قوله: أجمعت الأمة على أن القتبي كذاب, وقوله: إن المصطفى -صلّى الله عليه وسلّم- ولد مختونا مسرورا قد تواتر هذا, وقوله:"إن عليا وصيي"، قلت: أما كلامه في القتبي وهو أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الإمام المشهور, فإنه صدوق ثقة فقال الحافظ الذهبي في ميزانه: إن هذا مجازفة من الحاكم انتهى, وسألت شيخنا الحافظ ابن كثير عن ذلك فقال: هذا تصحيف وإنما هو العتبي بالعين فإنهم أجمعوا على ضعفه, وأما كونه صلّى الله عليه وسلّم ولد مختونا مسرورا فالخلاف فيه مشهور بين العلماء كما ذكرناه في غير هذا الموضع, وأما قوله:"إن عليا -رضي الله عنه- وصيي" فهو من زلاته فإنه لا يجهل أن هذا غير صحيح, لكنه كان شيعيا مع حبه للشيخين رضي الله عنهما، مات في صفر سنة خمس وأربعمائة عن خمس وثمانين سنة.
٣١٧٩- محمد بن عبد الله بن محمد بن علي بن حماد بن ثابت بن أبي حنيفة, أبو الفضل محيي الدين بن العاقولي اللخمي الشافعي, شيخ بغداد ومدرس المستنصرية بها, إمام فقيه، تلا بالعشر على النجم عبد الله بن عبد المؤمن الواسطي، ولم أعلم أنه أقرأ، ولد سنة أربع وسبعمائة ومات في رابع عشرين شهر رمضان سنة ثمان وستين وسبعمائة ببغداد.
٣١٨٠- محمد بن عبد الله بن محمد بن لبّ القرشي الأموي المرسي, الإمام مجد الدين بن الصائغ الأندلسي علامة أوحد, مقرئ نحوي بارع في العلوم، ورد مصر سنة خمس وثلاثين وسبعمائة وتصدر بها لأنواع١ العلوم، قرأ بالأندلس