للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والحسين بن خالويه وصالح بن إدريس وأبو علي إسماعيل القالي وإبراهيم بن علي١ بن سيبخت والدارقطني وابن أخي ميمني وعبد العزيز بن عبد الله الشعيري وخلائق آخرهم موتا "ج" أبو مسلم محمد بن أحمد الكاتب شيخ الداني، قال أبو علي القالي: كان ابن الأنباري يحفظ ثلاثمائة ألف بيت شاهدا في القرآن وكان ثقة صدوقا, وكان أحفظ من تقدم من الكوفيين، وقال حمزة بن محمد بن طاهر: كان زاهدا متواضعا، وقال الداني فيه: إمام في صناعته مع براعة فهمه وسعة علمه وصدق لهجته، وقال أبو علي التنوخي: كان ابن الأنباري يملي من حفظه ما أملى قط من دفتر، وحكى الدارقطني أنه حضره في مجلس يوم جمعة فصحف اسما قال: فأعظمت له أن يحمل عنه وهم وهبته, فلما انقضى المجلس عرّفت مستمليه فلما حضرت الجمعة الثانية قال ابن الأنباري للمستملي: عرف الجماعة أنا صحفنا الاسم الفلاني ونبهنا ذلك الشاب على الصواب، قال محمد بن جعفر التميمي: ما رأيت أحفظ من ابن الأنباري ولا أغزر من علمه, حدثوني عنه أنه قال: أحفظ ثلاثة عشر صندوقا قال التميمي: وهذا ما لا يحفظ لأحد قبله وحدّثت عنه أنه كان يحفظ مائة وعشرين تفسيرا بأسانيدها وقال لي أبو الحسن العروضي: كان ابن الأنباري يتردد إلى أولاد الراضي بالله فسألته جارية٢ عن تعبير رؤيا فقال: أنا حاقن, ومضى وجاء من الغد وقد صار عابرا مضى من يومه فدرس كتاب الكرماني، قلت: وكتابه في الوقف والابتداء أول ما ألف فيه وأحسن قال الداني: سمعت بعض أصحابنا يقول عن شيخ له: إن ابن الأنباري لما صنف كتابه في الوقف والابتداء جيء به إلى ابن مجاهد فنظر فيه وقال: لقد كان في نفسي أن أعمل في هذا المعني كتابا وما ترك هذا الشاب لمصنف ما يصنف، وحكى جعفر بن معاذ أنه كان عنده في الجامع فسأله إنسان عن معنى آية فقال فيها عشرة أوجه فقال: هات ما حضر منها فقال: كلها حاضرة، قلت: ومن مؤلفاته "بياض" توفي يوم الأضحى سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة ببغداد في داره٣ وقيل: سنة سبع


١ وإبراهيم بن علي بن ق ك, وإبراهيم بن علي ع، سخت ع.
٢ جاريته ك.
٣ في داره ق ك, ودفن بداره ع.

<<  <  ج: ص:  >  >>