للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

القلانسي وأبي عبد الله البارع, وزعم أنه قرأ على أبي طاهر بن سوار فافتضح، قال ابن النجار: سمعت أحمد بن البندنيجي يقول: كان ابن هبيرة الوزير قد قرأ بالروايات على مسعود الحلي وأسندها عنه في كتاب الإفصاح عن قراءته على ابن سوار وجمع الناس لسماع الكتاب, وكان القارئ ابن شافع فقال لي شيخنا أبو الحسن البطائحي الضرير: خذ بيدي واحملني إلى هناك, ففعلت وكان مجلسا حفلا ولم يكن البطائحي يومئذ مشهورا ولا له ما يتجمل به فأقعدته في غمار الناس وقعدت معه, فلما قال ابن شافع: وأما رواية عاصم فإنك قرأت بها على مسعود بن الحسين قال: قرأت بها على ابن سوار قام البطائحي وقال: هذا كذب ورفع صوته ثم قال: قم بنا فأخذت بيده وخرجنا فتكلم الناس ووصل الحديث إلى الوزير, فطلب البطائحي قال: فأتينا دار الوزير وهو خائف نادم على كلمته فأدخلوه من باب النساء وجلست أنتظره وطلب مسعودا فأحضر وعليه الطرحة على عمامته قال: ثم خرج البطائحي فأعطاني مفتاح منزله وأمرني بإحضار نسخته بكتاب المستنير وهي بخط طاهر بن سوار فأتيته بها فدخل بها ثم خرج مسعود بعد ساعة وهو مشوش الطرحة يسوق نفسه سوقا, ثم خرج بعده البطائحي وعليه خلعة ثم جاء الناس يهنونه فسأله ابن شافع: ما جرى لك عند الوزير؟ قال: قال لي: ما الكلام الذي قلته؟ قال: قلت: يا مولانا إن مسعودا لم يلق ابن سوار والخط الذي بيده مزور بخط ابن رويح الكاتب, وكان خطه شبيها بخط ابن سوار وأحضرت المستنير بخط مؤلفه فقابل الوزير بين الخطين, فبان الفرق فأمر بإحضار مسعود وسأله: متى دخلت بغداد؟ فذكر أنه سنة كذا فقلت: هذا بعد موت ابن سوار بكثير فقال له الوزير: لا جزاك الله خيرا يا شيخ السوء, تكذب في القرآن, والله لولا أنك شيخ لنكلت بك وأمر بإخراجه ومنعه من الصلاة بالناس, ثم قرأ الوزير على شيخنا البطائحي وأسند عنه القراءات وعلّى قدره، مات مسعود في رجب سنة أربع وستين وخمسمائة.

"٣٥٩٤"١- مسعود بن سعد أبو سعيد الغنوي، أخذ القراءة عرضا عن


١ ٣٥٩٤-٣٥٩٧: مكرر في ق بعد ٣٦٠٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>