للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال الواقدي: وكان الملعون قد سمع بذكر خالد وفراسته وقال في نفسه لعلي أغدره فإني أن قتلته كان لي الفخر على جميع الروم وينكسر بذلك ناموس العرب وإن لم أقدر عليه أسمع ما يقول من خطابه قال فعند ذلك لوى المقداد عنان جواده ورجع إلى خالد فعند ذلك قال خالد لأصحابه: أن المقداد قد رجع وإن عدو الله لا يريد إلا اياي فإن طلبني مضيت إليه وإن رأيت منه غدرا أخذت روحه من بين كتفيه وأستعين عليه بالملك العلام.

قال الراوي: فبينما خالد يتحدث بهذا الكلام إذا بالمقداد قد وصل وأعلم عمرا وخالدا بما وقع فعندها خرج خالد رضي الله عنه مبادرا عليه لامة حربه فتعلق به أكابر أصحابه فحلف أنه لا بد له من الخروج إليه ثم خرج مبادرا حتى وقف بين يديه فلما رأى خالدا قد وصل إليه احترز على نفسه وأراد أن يخدع خالدا ويهجم عليه فقال خالد: أيها البطريق ها أنا خالد سل حاجتك والذي جئت به وإياك والمخادعة فإني جرثومة الخداع فقال بولص يا خالد اذكر في الذي تريد وقرب الأمر بيننا وبينكم واحقن دماء الناس واعلم إنك مسئول عن ذلك وواقف غدا بين يدي الله عز وجل فإن كنت تريد شيئا من الدنيا فلن نبخل به عليكم وندفعه صدقة منا اليكم لانه ليس عندنا في الأمم أضعف منكم حالا وقد علمنا أنكم كنتم في بلادكم قبل أن تفتحوا البلاد في قحط وجوع وتموتون هزالا وقد ملكتم بلادا وشبعتم لحما وركبتم خيولا مسومة وتقلدتم بسيوف مجوهرة وسعدتم بعد فقركم وفاقتكم فإن طلبتم منا شيئا أعطيناكم إياه بطيبة قلوبنا فلا تطمعوا في بلادنا كما طمعتم في غيرها واقنعوا منا بالقليل قال فلما سمع مع خالد مقالته قال: يا كلب النصرانية وأخس من غمس في ماء المعمودية أنه قد بعث الله الينا نبينا فهدانا من الضلالة وأنقذنا من الجهالة واننا قد ملكنا الله بأيدينا ما أغنانا به عن صدقتكم وأحل لنا أموالكم وأباح لنا نساءكم وأولادكم إلا أن تقولوا لا إله إلا الله محمد رسول الله فإن أبيتم ذلك فتؤدوا الجزية عن يد وأنتم صاغرون فإن أبيتم ذلك فالسيف حكم بيننا وبينكم حتى يحكم الله وهو خير الحاكمين والله ينصر من يشاء وإن الحرب والقتال أحب الينا وأشهى من الصلح وإن كنتم تزعمون أنه لم تكن أمة أضعف منا عندكم فأنتم عندنا بمنزلة الكلاب فإن الواحد منا يقاتل منكم ألفا وإن هذا ليس بخطاب من يطلب الصلح فإن كان هذا الطمع ترجو به أن تصل الي بانفرادي عن أصحابي فذلك منك بعيد وإن أردت القتال فدونك فإني كفء لك ولأصحابك أن شاء الله تعالى فلما سمع بولص كلام خالد وثب في سرجه وقال: ليس لك عندي إلا هذا السيف ثم جرد سيفه ودنا من خالد رضي الله عنه وشابكه وضرب بيده في درعه ومنطقته ووثب كل منهما على الآخر واستغاث الملعون بأصحابه وقال لهم: بادروا الي فقد أمكنني الصليب من أمير العرب فابتدر إليه البطارقة

<<  <  ج: ص:  >  >>