للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سمعت، ولكل أمر باب يؤتى منه، إن هذا الأمر الذي يخاف على هذه الأمة كائن وإن بابه الذي يغلق عليه، فيكفكف به اللين والمؤاتاة والمتابعة إلا في حدود الله تعالى ذكره، التي لا يستطيع أحد أن يبادي بعيب أحدها، فإن سده شيء فرفق، فذاك والله ليفتحن، وليست لأحد عليّ حجة حق، وقد علم الله أني لم آل الناس خيراً، ولا نفسي. والله إن رحا الفتنة لدائرة، فطوبى لعثمان إن مات ولم يحركها. كفكفوا الناس، وهبوا لهم حقوقهم، واغتفروا لهم، وإذا تعوطيت حقوق الله فلا تدهنوا فيها.

فلما نفر عثمان أشخص معاوية، وعبد الله بن سعد إلى المدينة، ورجع ابن عامر وسعيد معه، ولما استقل عثمان رجز الحادي:

قد علمت ضوامر المطي … وضامرات عوج القسي

أن الأمير بعده عليّ … وفي الزبير خلف رضي

وطلحة الحامي لها ولي

فقال كعب وهو يسير خلف عثمان: الأمير والله بعده صاحب البغلة، وأشار إلى معاوية" (١).

١٢ - قال الطبري: وكتب إليّ السري عن شعيب عن سيف عن أبي حارثة (٢) وأبي عثمان قالا:


(١) تاريخ الأمم والملوك (٤/ ٣٤٢ - ٣٤٣).
(٢) لم أجد له ترجمة.

<<  <  ج: ص:  >  >>