للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مقيد لما كان يتعاطاه من السكر، وقد حدّ فيه سبع مرات، فلما رأى الخيول تجول والفرسان قال - وكان من الشجعان الأبطال - رضي الله عنه / [٥٦ / ب] :

كفى حَزَناً أن تدحمَ١ الخيل بالقنا٢ ... وأترك مشدوداً عليّ وثاقيا

وقد كنتُ ذا مالٍ كثيرٍ وإخوةٍ ... فقد تركوني مفرداً لا أخا ليا

ثم سأل من أم ولد سعد أن تطلقه وتعيره فرس سعد وحلف أن يرجع آخر النّهار فيضع رجله في القيد فأطلقته وركب فرس سعد، وخرج فقاتل قتالاً شديداً وجعل سعد ينظر إليه فيشبهه بأبي محجن، ويشبه الفرس بفرسه، ويشك لأنه مسجون مقيد، فلما كان آخر النهار رجع فوضع رجله في القيد، ونزل سعد فرأى فرسه يعرق وهو مكدود٣، فقال: "ما هذا؟ "، فذكر له، فرضي عنه وأطلقه، وقال: "لا أحِدك أبداً"، فقال: "وأنا لا أشرب مسكراً أبداً"٤.

وكتب سعد٥ إلى عمر يخبره بالفتح والنصر، ومن قتل من المسلمين وعدة٦ من قتل من الكفار وصورة الكتاب:


١ في تاريخ الطبري: (تردى) .
٢ القنا: جمع: قناة. وهي الرمح. (القاموس ص ١٧١٠) .
٣ الكدّ: الإتعاب. (لسان العرب ٢/٣٧٨) .
٤ قال ابن حجر: "وأنكر ابن فتحون قول من روى أن سعداً أبطل الحد وقال: لا يظن هذا بسعد. (الإصابة ٧/١٧١) .
٥ في الأصل: (سعدا) .
٦ في الأصل: (وعد) .

<<  <  ج: ص:  >  >>