للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي هذه السنة جمع عمر الناس في التراويح على أبي بن كعب، قاله ابن جرير١ والواقدي٢، وكتب إلى سائر الأمصار بذلك٣.

وفيها بعث عمر عتبة بن غزوان إلى البصرة، وأمره أن ينزل بها بمن معه من المسلمين، فمصرت البصرة٤ في هذه السنة. فركب إليهم صاحب الفرات٥ أربعة آلاف أسوار٦، فالتقاه عتبة فقتلوهم عن آخرهم، وأسروا صاحب الفرات٧، فقام عتبة في الناس خطيباً فقال في خطبته: "إن الدنيا قد آذنت بصُرْم٨، وولّت حذّاء٩، ولم يبق منها إلا صُبَابة١٠ كصبابة الإناء". هذا في صحيح مسلم١١.

وبعث عمر إليه كتاباً جليلاً عظيماً يوصيه فيه، وأرسل إلى العلاء١٢ يمده


١ محمّد بن جرير الطبري.
٢ محمّد بن عمر بن واقد الأسلمي.
٣ الطبري: التاريخ ٣/٩٠، وقال: "زعم الواقدي" ابن كثير: التاريخ ٤/٤٨.
٤ انظر: ص ٣٧٣.
٥ في الأصل: (الفراه) وهو تحريف.
٦ في الأصل: (سوار) وهو تحريف. والإسوار والأُسْوَار: الواحد من أساور فارس، وهو الفارس من فُرسانهم المقاتل. (لسان العرب ٤/٣٨٨) .
٧ في الأصل: (الفراه) وهو تحريف.
٨ بصرم: أي: بانقطاع وانقضاء. (الصحاح ٥/١٩٦٥، لسان العرب ١٢/٣٣٥) .
٩ حذاء: مسرعة الانقطاع. (شرح صحيح مسلم للنووي ١٨/١٠٢) .
١٠ الصبابة: البقية اليسيرة تبقى في الإناء من الشراب. (لسان العرب ١/٥١٦، القاموس ص ١٣٣) .
١١ مسلم: الصّحيح، كتاب الزهد والرقائق ٤/٢٢٧٨، رقم: ٢٩٦٧، وأورد الخطبة فقط بأطول.
١٢ العلاء بن عبد الله بن عماد الحضرمي، حليف بني أمية، صحابي جليل عمل على البحرين للنبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر، توفي سنة أربع عشرة. (التقريب ص ٤٣٤) .

<<  <  ج: ص:  >  >>