للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الجيش الأرطبون - وكان أدهى الروم - فكتب عمرو إلى عمر فلما جاءه الكتاب قال: "رمينا أرطبون الروم بأرطبون العرب، فانظروا عمّ تنفرج"؟ - وكان عمرو١ من الدهاة - ثم أرسل عمرو الرسل إلى أرطبون فلم يشتف بهم، فذهب إليه بنفسه كأنه رسول، فبلّغه وسمع كلامه، وتأمل حصونه، وعرف ما أراد، فلما أراد الانصراف، قال أرطبون: "إن هذا لعمرو، أو أنه الذي يأخذ عمرو برأيه، وما كنت أصيب القوم بأمرٍ هو أعظم من قتلي هذا".

فدعا حرسيّا فساره، وأمره بقتله في مكان عينه له، ففطن عمرو فقال للأرطبون٢: "أيها الأمير إني قد سمعت كلامك وسمعت كلامي، وإني واحد من عشرة بعثنا عمر بن الخطاب لنكون مع هذا الوالي نشهد أموره، وإني قد أحببت أن آتيك بهم ليسمعوا كلامك". قال: "نعم. فاذهب فأتني بهم".

ثمّ دعى رجلاً فساره فقال: "اذهب إلى فلان فرده" ثم جاء عمرو ودخل عسكره، ثم تحقق أرطبون أنّه عمرو فقال: "خدعني الرجل، هذا والله أدهى العرب" وبلغ عمر فقال: "لله در [عمرو] ٣". ثم ناهضه عمرو فاقتتلوا بأجنادين٤ قتالاً عظيماً كقتال اليرموك، فكتب أرطبون إلى عمرو يترقق / [٥٨ / أ] له، فكتب عمرو إليه: "إني صاحب فتح هذه البلاد" فكتب إليه: "إنك لست بصاحب فتحها، إنما صاحب فتحها رجل


١ في الأصل: (عمر) وهو تحريف.
٢ في الأصل: (الأرطبون) والتصويب من تاريخ ابن كثير.
٣ سقط من الأصل.
٤ وفي رواية ابن إسحاق: أن وقعة أجنادين كانت في سنة ثلاث عشرة بقين من جمادى الأولى. وبه قال الذهبي. (تاريخ خليفة ص ١١٩، تاريخ الطبري ٣/٤١٨، سير أعلام النبلاء (١/٣١٤، تاريخ الإسلام ص ٨٢) .

<<  <  ج: ص:  >  >>