للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

هذه المسألة؟ وإنما يلجأ من شاق فيها إلى حجة فرعون {قَالَ فَمَا بَالُ الْقُرُونِ الأُولَى} ١، أو حجة قريش. {مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي الْمِلَّةِ الآخِرَةِ} ٢.

قال الشيخ رحمه الله في الرسالة السنية: لما ذكر حديث الخوارج ومروقهم من الدين وأمره صلى الله عليه وسلم بقتالهم، قال: فإذا كان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وخلفائه ممن انتسب إلى الإسلام من مرق منه مع عبادته العظيمة، حتى أمر صلى الله عليه وسلم بقتالهم، فيعلم أن المنتسب إلى الإسلام أو السنة قد يمرق أيضا من الإسلام في هذه الأزمان٣. وذلك بأسباب: منها الغلو الذي ذمه الله في كتابه حيث يقول: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ} ٤ الآية. "وعلي بن أبي طالب حرق الغالية من الرافضة. فأمر بأخاديد خدت لهم عند باب كندة، فقذفهم فيها. واتفق الصحابة على قتلهم، لكن ابن عباس كان مذهبه أن يقتلوا بالسيف بلا تحريق". وهو قول أكثر العلماء. وقصتهم معروفة عند العلماء. وكذلك الغلو في بعض المشايخ، بل الغلو في علي بن أبي طالب، بل الغلو في المسيح ونحوه، فكل من غلا في نبي أو رجل صالح وجعل فيه نوعا من الإلهية، مثل أن يقول: يا سيدي فلان انصرني! أو أغثني! أو ارزقني! أو اجبرني! أو أنا في حسبك، ونحو هذه الأقوال. فكل هذا شرك وضلال، يستتاب صاحبه؛ افإن تاب وإلا قتل. فإن الله سبحانه إنما أرسل الرسل وأنزل الكتب ليعبد وحده لا شريك له، لا يجعل معه إله آخر.

والذين يدعون مع الله آلهة أخرى مثل المسيح والملائكة والأصنام،


١ سورة طه آية: ٥١.
٢ سورة ص آية: ٧.
٣ وقع لفط "في هذه الأزمان" في هذا الموقع في بعض النسخ الخطية ووقع في "روضة الأفكار والأفهام لابن غنام" و "مخطوطة الشيخ محمد بن عبد اللطيف آل الشيخ ومخطوطة سماحة المفتي التي هي بخط سالم بن علي إثر قوله "أو السنة" وقبل قوله "قد يمرق".
٤ سورة النساء آية: ١٧١.

<<  <   >  >>