للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ومن الأمور التي اشتهرت في حق الشهرستاني اتهامه بالميل إلى الفلاسفة الباطنية، ومن العلماء الذين وجهوا له هذا الاتهام ابن أرسلان الخوارزمي١، وعلي بن أبي القاسم البيهقي٢، والسمعاني ٣، والذهبي ٤.

وقد دافع عنه آخرون وحاولوا تبرئته من هذه التهمة منهم السبكي٥، وابن حجر العسقلاني٦،والدكتورة سهير محمد مختار٧.

وقد حقق القول في هذه المسألة شيخ الإسلام ابن تيمية وبين رأيه في هذه التهمة قائلاً: "أما قوله (يعني بذلك ابن مطهر الحلي) إن الشهرستاني من أشد المتعصبين على الإمامية، فليس كذلك بل يميل كثيراً إلى أشياء من أمورهم، بل يذكر أحياناً أشياء من كلام الإسماعيلية الباطنية منهم ويوجهه؛ ولذا اتهمه الناس بالإسماعيلية، وإن لم يكن الأمر كذلك، وقد ذكر من اتهمه شواهد من كلامه وسيرته، وقد يقال: هو من الشيعة بوجه، ومع أصحاب الأشعري بوجه ... وبالجملة فالشهرستاني يظهر الميل إلى الشيعة إما بباطنه وإما مداهنة لهم ... "٨.

ومما يؤكد ذلك أن الشهرستاني صنف في ذكر فضائح الباطنية٩، وفي الرد على ابن سينا الفيلسوف الإسماعيلي، يقول ابن القيم: "وصارع


١ انظر معجم البلدان ٣/٣٧٧، وسير أعلام النبلاء ٢٠/٢٨٨، ولسان الميزان ٥/٢٦٣.
٢ انظر تاريخ حكماء الإسلام ص ١٤٢.
٣ انظر التحبير في المعجم الكبير ٢/١٦١، وسير أعلام النبلاء ٢٠/٢٨٧.
٤ انظر العبر في خبر من غبر ٣/٧.
٥ انظر طبقات الشافعية ٤/٧٩.
٦ انظر لسان الميزان ٥/٢٦٤.
٧ انظر الشهرستاني وآراؤه الكلامية والفلسفية ص ٣٦٢.
٨ منهاج السنة ٦/٣٠٥-٣٠٧.
٩ درء تعارض العقل والنقل ٥/٨.

<<  <   >  >>