للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عليه بالغيبة التي يشوه بها سمعته, ويحتمل أن يراد بها الزنى وما دونه, والكل محرم, فمن مكارم الأخلاق ترك الاعتداء على الأموال والدماء والأعراض.

وكذلك الاستطالة على الخلق, يعني: الاستعلاء عليهم بحق أو بغير حق.

فالاستعلاء على الخلق منهي عنه سواء كان بحق أو بغير حق والاستعلاء هو أن يترفع الإنسان على غيره.

وحقيقة الأمر أن يكون من شكر الله عليه أن إذا منَّ عليك بفضل على غيرك من مال أو جاه أو سيادة, أو علم

, أو غير ذلك, فإنه ينبغي أن تزداد تواضعاً, حتى تضيف إلى الحسن حسنى, لأن الذي يتواضع في موضع الرفعة هو المتواضع حقيقة. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: " ... وما تواضع أحد لله إلا رفعه" ١.

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الله أوحى إلي أن تواضعوا, حتى لا يفخر أحد على أحدِ, ولا يبغي أحدٌ على أحد" ٢.


١ أخرجه مسلم رقم٦٩ كتاب البر والصلة.
وقال النووي في شرح صحيح مسلم ١٦/٣٥٨: وقوله صلى الله عليه وسلم: "وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله": فيه وجهان: أحدهما: يرفعه في الدنيا ويثبت له بتواضعه في القلوب منزلة ويرفعه الله عند الناس. والثاني: أن المراد ثوابه في الآخرة ورفعه فيها بتواضعه في الدنيا ... وقد يكون المراد الوجهين معا في جميعها في الدنيا والآخرة. والله أعلم.
٢ أخرجه مسلم رقم٦٤ كتاب الجنة ونعيمها.

<<  <   >  >>