عُني كثير من العلماء باختصار الكتب المطوَّلة، بغية تقريبها لطلبة العلم، ومنهم شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله، فقد اختصر عدة كتب مطوَّلة، بقي الآن بعضها، مثل مختصر سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، ومختصر زاد المعاد، ومختصر الإنصاف والشرح الكبير، واختصاره هذا يدلُّ على قراءته تلك الكتب المطولة، ثم إبراز مختصراتها لتقريب الوصول إلى الفائدة منها، وإنَّما جمع بين مختصر الإنصاف والشرح الكبير في مؤلف واحد؛ لأنَّ كلاًّ منهما شرح لكتاب المقنع، والإنصاف شرح له في حدود مذهب الحنابلة دون مجاوزته إلى أقوال أخرى، بخلاف الشرح الكبير، فإنَّه شرح على طريقة المغني، يذكر فيه أقوال الصحابة والتابعين وأقوال الأئمَّة الآخرين.