للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وهي التي عليها طائفة من الفلاسفة١ كابن سينا وأمثاله.٢

فهم يصفون الله بالصفات السلبية على وجه التفصيل ولا يثبتون له إلا وجودا مطلقا لا حقيقة له عند التحصيل وإنما يرجع إلى وجود في الأذهان، يمتنع تحققه في الأعيان٣، فهؤلاء وصفوه بالسلوب والإضافات دون صفات الإثبات وجعلوه هو الوجود المطلق بشرط الإطلاق، وقد علم بصريح العقل أن هذا لا يكون إلا في الذهن، لا فيما خرج عنه من الموجودات٤.

الدرجة الثانية: المتجاهلة الواقفة

الذين يقولون لا نثبت ولا ننفي، وهذه الدرجة تنسب لغلاة المعطلة من القرامطة الباطنية المتفلسفة٥.

فهؤلاء هم غلاة الغلاة٦ لأنهم يسلبون عنه النقيضين فيقولون: لا موجود ولا معدوم، ولا حي ولا ميت، ولا عالم، ولا جاهل، لأنهم يزعمون أنهم إذا وصفوه بالإثبات شبهوه بالموجودات، وإذا وصفوه بالنفي شبهوه بالمعدومات فسلبوا النقيضين، وهذا ممتنع في بداهة العقول، وحرفوا ما أنزل الله من الكتاب وما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، فوقعوا في شر مما فروا منه، فإنهم شبهوه بالممتنعات إذ سلب النقيضين كجمع


١ مجموع الفتاوى (٣/ ٧- ٨) .
٢ الصفدية (١/ ٢٩٩، ٣٥٠) .
٣ مجموع الفتاوى (٣/ ٧) ، شرح الأصفهانية (ص ٥١، ٥٢) .
٤ مجموع الفتاوى (٣/ ٨) .
٥ شرح العقيدة الأصفهانية (ص ٧٦) .
٦ مجموع الفتاوى (٣/ ١٠٠) .

<<  <   >  >>