للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والمقصود بنفي الصفات عندهم: هو نفي إثباتها حقيقة في الذات ومتميزة عنها، وذلك أنهم يجعلونها عين الذات فالله عالم بذاته بدون علم أو عالم بعلم وعلمه ذاته١

وهناك آراء أخرى للمعتزلة لكنها تجتمع في الغاية مع الرأيين الأولين، وهو التخلص من إثبات الصفات حقيقة في الذات ومتميزة عنها٢

وهذه الآراء للمعتزلة حملها عنهم الزيدية والرافضة الإمامية٣ والإباضية. وابن تومرت٤ وابن حزم٥

فالمعتزلة يرون امتناع قيام الصفات به، لاعتقادهم أن الصفات أعراض، وأن قيام العرض به يقتضي حدوثه فقالوا حينئذ إن القرآن مخلوق، وإنه ليس لله مشيئة قائمة به، ولا حب ولا بغض ونحو ذلك.

وردوا جميع ما يضاف إلى الله إلى إضافة خلق، أو إضافة وصف من غير قيام معنى به٦


١ المعتزلة وأصولهم الخمسة (ص ١٠٠) .
٢ المصدر السابق (ص ١٠١) .
٣ لم يكن في قدماء الرافضة من يقول بنفي الصفات بل كان الغلو في التجسيم مشهورا عن شيوخهم هشام بن الحكم وأمثاله، شرح الأصفهانية (ص ٦٨) .
٤ كان أبو عبد الله محمد بن ترمرت على مذهب المعتزلة في نفي الصفات، شرح الأصفهانية (صر، ٢٣) .
٥ درء تعارض العقل والنقل (٥/ ٢٤٩، ٢٥٥) .
٦ مجموع الفتاوى (٦/ ٤٧ ١، ٤٨ ١، ٣٥٩) .

<<  <   >  >>