للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

قال ابن القيم رحمه الله١: "وأما تخفيف النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة عند بكاء الصبي فلا يعارض ما ثبت عنه من صفة صلاته بل قد قال في الحديث نفسه "إني لأدخل في الصلاة وأنا أريد أن أطيلها فأسمع بكاء الصبي فأتجوز" ٢ فهذا تخفيف لعارض وهو من السنة كما يخفف في صلاة السفر وصلاة الخوف.

وكل ما ثبت عنه من التخفيف فهو لعارض كما ثبت عنه أنه قرأ في السفر في العشاء بـ {وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ} ٣ وكذلك قراءته في الصبح بالمعوذتين فإنه كان في السفر ولذلك رفع الله الجناح عن الأمة في قصر الصلاة في السفر والخوف.

والقصر قصران: قصر أركان وقصر عدد فإن اجتمع السفر والخوف اجتمع القصران وإن انفرد السفر وحده شرع قصر العدد وإن انفرد الخوف وحده شرع قصر الأركان وبهذا يعلم سر تقييد القصر المطلق في القرآن بالخوف والسفر فإن القصر المطلق الذي يتناول القصريين إنما يشرع عند الخوف والسفر فإن انفرد أحدهما بقى مطلق القصر إما في العدد وإما في القدر".أ. هـ

وقال ابن رجب٤: "وقد حكى ابن عبد البر٥ الإجماع على تقصير القراءة في السفر وقال أصحابنا: لا يكره تخفيف القراءة في الصبح وغيرها في السفر دون الحضر".


١ تهذيب السنن (١/٤١٥) زاد المعاد (١/٢٠٩) .
٢ انظر: حديث رقم (٣٩) .
٣ أخرجه البخاري في صحيحه (١/٢٦٦رقم٧٣٣) كتاب صفة الصلاة، باب الجهر في العشاء. ومسلم في صحيحه (١/٣٣٩ رقم ٤٦٤) كتاب الصلاة، باب القراءة في العشاء.
٤ فتح الباري له (٧/٤٥) .
٥ الإستذكار (٤/١٧٨) .

<<  <   >  >>