بإعانتك كما قال تعالى:{إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}[الفاتحة: ٥]{وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ}[الأعراف: ٤٣]{وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ}[النحل: ١٢٧]، ولا شك أنه تعالى كلف العباد بالإتيان بالطاعات واجتناب المحرمات ولكنه لا يتم ذلك إلا بتوفيق الله وإعانته وتسديده وإرشاده كما قال عبد الله بن رواحة:
والله لولا الله ما اهتدينا ... ولا تصدقنا ولا صلينا
فهو الذي حبب الإيمان إلى القلوب كما قال:{حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ}[الحجرات: ٧]، (فأعطنا منها) من الأنفس (ما يرضيك عنا) اجعلها منقادة لأوامرك ونواهيك مطيعة [١/ ٤١١] غير عاصية ويحتمل أن تتعلق من أنفسنا بطلبتنا أي طالبينا من هذه الأنفس المجبولة على الشر الأمارة بالسوء ما لما يملكه فيها وهو طاعتها وانقيادها إلا بتذليلك لها وتسديدك وإرشادك (ابن عساكر عن أبي هريرة)(١).
١٤٥٤ - "اللَّهم اهد قريشًا فإن عالمها يملأ طباق الأرض علمًا اللَّهم كما أذقتهم عذابًا فأذقهم نوالًا (خط وابن عساكر عن أبي هريرة) ".
(اللَّهم أهد قريشًا) أي للإسلام وهذا قبل إسلامها ويحتمل أنه بعده أي ردها هدى (فإن عالمها يملأ أطباق الأرض علمًا) هو جمع طبق من قوله إذا مضى عالمٌ بدا طَبَقْ، والطبق: القرن، قيل للعالم طبق لأنه يطبق الأرض ثم ينقرض ويأتي طبق آخر. فقوله يملأ أطباق الأرض أي قرونها أي أن علمه ينتفع به كل قرن وفسر عالم قريش بالشافعي فإنه قرشي ولا شك في سعة علمه والأقرب أنه عام لكل من اتسع علمه وظهر نفعه من قريش فيدخل فيه أئمة الآل وغيرهم وذلك لأنّ اسم
(١) أخرجه ابن عساكر (٣٦/ ٣٢١) في إسناده دلهاث بن جبير قال الأزدي ضعيف جدًا كما في الميزان (٣/ ٤٥) واللسان (٢/ ٤٣٢). وقال الألباني في ضعيف الجامع (١١٨٧) والسلسلة الضعيفة (١٧٤٢): ضعيف جدًا.