للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الميم. (البلقاء) قرية قديمة بالشام من أرض البلقاء، وأما عمان بالضم والتخفيف فموضع عند البحرين قاله في النهاية، وفي القاموس (١): إلا أنه قال إن البلقاء بلد باليمن ويأتي: "حوضي كما بين صنعاء والمدينة"، وهو أقرب فإن كانت المسافة واحدة، وإلا حمل أحد الحديثين على أنه: تحديد للطول والآخر للعرض. (ماؤه أشد بياضًا من اللبن) في اللون. (وأحلى من العسل) في طعمه جمع بين أحسن الألوان وألذ الأطعمة. (أكاويبه) جمع أكواب جمع كوب بضم أوله والكوب كوز لا عروة له أو لا خرطوم كما في القاموس (٢)، وأتى بجمع الجمع إشارة إلى كثرة أكوابه ثم زادها كثرة بقوله: (عدد النجوم) ولا يعلم قدر عددها إلا الله. (من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها) ويكون شرب أهل الجنّة في الجنّة من أنهارها المذكورة في سورة محمَّد - صلى الله عليه وسلم - تلذذًا لا لظمأ، أو المراد لم يظمأ قبل دخول الجنّة لكن لا يناسبه قوله: (أبدًا أول الناس ورودًا) بضم الواو: مصدر ورد الماء ورودًا إذا حضره ليشرب منه، ونصبه إما على المصدرية أي يرد ورودًا أو على التمييز من إضافة أول أي أول الناس من حيث المورود والمراد ورودًا وشربًا لأنّه المقصود به. (فقراء المهاجرين الشعث) جمع أشعث مثل أحمر على حمر. (رؤوسًا) منصوب على التمييز من نسبة اسم الشعث إلى فاعله المستتر فيه. (والدنس) بزنة الشعث جمع أدنس من الدنس وهو اتساخ الثياب وانتصاب (ثيابًا) كانتصاب رؤوسًا.

فإن قلت: هذا يعارض ما سلف من حديث: "إن الله نظيف يحب النظافة"؟ قلت: قدمنا هنالك المراد بالنظافة وهنا المراد غير المتنعمين الذين لا عناية لهم بتحسين ظاهرهم بل همهم تحسين باطنهم وإصلاح قلوبهم.


(١) انظر النهاية (٣/ ٣٠٤)، والقاموس (٣/ ٢١٥).
(٢) انظر القاموس (١/ ١٢٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>