للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(لا ينكحون المتمتعات) كذا في النسخ بمثناتين فوقيتين بينهما ميم ثم العين المهملة من المتمتع، ولم أجده في النهاية ووجدت فيها المنعمات (١) من النعمة، فإن صح ما في نسخ الجامع، فكأن المراد التي لها دنيا تمتع بها أي: الغنيات لأنهن لا يرغبن في نكاح الفقراء، وقال الشارح: أن الذي رآه بخط المصنف: "المتنعمات": من النعمة. (ولا يفتح لهم السدد) بمهملات جمع سدة وهي ما يجعل على الباب تقية من المطر، وقيل هي: الباب نفسه، وقيل هي الساحة، وفي النهاية (٢) الذين لا جاء لهم ولا يؤبه لهم، ولا تفتح لهم أبواب أهل الدنيا، أو المراد يضيق عليهم العيش إكرامًا لهم فلا يفتح لهم أبواب الرزق.

(الذين يعطون الحق الذي عليهم) أي ما وجب عليهم من الجهاد بالمال والنفس لمن جعله الله إليه. (ويؤدون حقوق العباد ولا يعطون الذي لهم) أي الذي فرض الله لهم من الحقوق لأنهم لا يشاححون في طلبه، أو الذين يتعففون ويتجملون ويحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف. واعلم أن هذه الصفات الفاضلة سبقت في وصف فقراء المهاجرين وقد كانوا في خير الأعصار، وكأن المراد: هم ومن شابههم إلى آخر الدهر. (حم ت هـ ك (٣) عن ثوبان)، رمز المصنف لصحته.

٢٢٦٢ - "إن خيار عباد الله الذين يراعون الشمس والقمر والأظلة لذكر الله تعالى". (طب ك) عن أبي أوفى".

(إن خيارَ عباد الله الذين يراعون الشمس والقمر والأظلة لذكر الله تعالى) المراد بذكر الله: الصلوات، والمعنى: يراعون أوقاتها وفيه مأخذ على أنه يستدل بالشمس والقمر على أوقات العبادات، ويحتمل أن يراد بالذكر أعم من ذلك


(١) انظر النهاية (٥/ ٨٣).
(٢) انظر النهاية (٢/ ٣٥٣).
(٣) أخرجه أحمد (٥/ ٢٧٥)، والترمذي (٢٤٤٤)، وابن ماجة (٤٣٠٣)، والحاكم (٤/ ١٨٤)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (٢٠٦٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>