للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الله) بالهمزة ما عبأت به إذ لم ينال به وأصله من العبئ الثقيل كأنه قال ما أرى له وزنا ولا قدرا، قال تعالى: {قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي} الآية. [الفرقان: ٧٧]. (به شيئاً، وديوان لا يترك الله منه شيئاً) بل يعمل فيه بقضية العدل بين أهله. (فأما الديوان الذي لا يغفر الله منه شيئًا فالإشراك بالله) تعالى، قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ} [النساء: ٤٨]، {إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ} [المائدة: ٧٢]. (وأَما الديوان الذي لا يعبأ الله به شيئًا فظلم العبد نفسه فيما بينه وبين ربه) من صوم يوم تركه أو صلاة مفروضة تركها فإن الله يغفر ذلك إن شاء ويتجاوز عنه. (وأما الديوان الذي لا يترك الله منه شيئًا فمظالم العباد بينهم) أي ظلم بعضهم بعضا في ماله أو عرضه أو نفسه (القصاص) مبتدأ. (لا محالة) خبره أو خبر محذوف أي جزاءه القصاص أي المساواة وإنصاف المظلوم من ظالمه قال الطيبي: إنما قال في القرينة الأولى: لا يغفر ليدل على أن الشرك لا يغفر أصلاً وفي الثانية: لا يترك ليؤذن بأن حق الغير لا يهمل قطعا أو يرضيه الله عنه وفي الثالثة: لا يعبأ ليشعر بأن حقه تعالى مبني على المسامحة والمساهلة فيترك الانتصاف لنفسه جوداً ولطفاً. (حم ك) (١) عن عائشة) رمز المصنف على الحاكم بالصحة والحال أن فيه صدقة بن موسى قال الذهبي (٢): ضعفوه ويزيد بن بابنوس فيه جهالة (٣).

٤٢٧٢ - "الديك الأبيض صديقي". ابن قانع عن أيوب بن عتبة.

(الديك الأبيض صديقي) قيل لأنه أقرب الحيوانات صوتا إلى الذاكرين الله تعالى وهو يحفظ غالبا أوقات الصلوات ويوقظ لها فهو محبوب لإعانته على ما يوصل إلى الرحمة والبركة كالصديق قال الشارح ولفظ صديقي بخط المصنف


(١) أخرجه أحمد (٦/ ٢٤٠)، والحاكم (٤/ ٦١٩)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (٣٠٢٢).
(٢) انظر: المغني (١/ ٣٠٨).
(٣) المصدر السابق (٢/ ٧٤٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>