للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

(عن الغلام) الذكر يسن: (عقيقتان) شاتان فإنَّ العقيقة الشاة التي تذبح عند حلق شعر المولود كما في القاموس (١)، ويقال للشعر الذي يخرج على رأس المولود من بطن أمه عقيقة؛ لأنه يحلق، وجعل الزمخشري (٢) في الشعر أصلاً والشاة مشتقة كما في النهاية (٣). (وعن الجارية) عقيقة تجزئ عنها شاة، ذهب الليث إلى وجوبها وبه قالت الظاهرية وقال الجمهور: سنة؛ لأنه - صلى الله عليه وسلم - علقها في أحاديث بمحبة فاعلها وذلك من أدلة الندب، قال ابن الأثير: وأما حديث: "لا أحب العقوق" فليس فيه توهين لأمر العقيقة ولا إسقاط لها وإنما كره الاسم وأحب أن تسمى بأحسن منه كالنسيكة والذبيحة جرياً على عادته في تغيير الاسم القبيح وفي هذا وما بعده ردًّا على مالك حيث سوى بين الذكر والأنثى في إجزاء الشاة الواحدة. (طب (٤) عن ابن عباس).

٥٦٠٥ - "عن الغلام شاتان مكافئتان، وعن الجارية شاة". (حم (ح) د ن هـ حب) عن أم كرز (حم هـ) عن عائشة (طب) عن أسماء بنت يزيد".

(عن الغلام شاتان مكافئتان) متماثلتان في السلامة عن العيوب، وقيل: متعادلتان في السن والجنس، وقيل: مذبوحتين من كافأ الرجل بين بعيرين إذا وجأ في لبة هذا ثم لبة ذاك فنحرهما معا ذكره الزمخشري (٥). (وعن الجارية شاة) على قاعدته الشريفة في تفضيل الذكر على الأنثى، قيل: واقتصاره في الإخبار على الشاة يفهم منه أنه لا يجزئ غيرها ولو أعلى كالإبل والبقر وبه صرح جمع، إلا أنه


(١) القاموس (١/ ١١٧٥).
(٢) الفائق (٢/ ٢٢٨).
(٣) النهاية (٢/ ١٣٥).
(٤) أخرجه الطبراني في الكبير (١١/ ١٥٠) (١١٣٢٧)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (٤١٠٧).
(٥) الفائق (٣/ ٢٦٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>