للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

الكمال لا نقص في واحدة منهما؛ لأن الشمال تنقص عن اليمين وهذا على سبيل المجاز والاستعارة تعالى الله عن صفة الجسم (١). (رجال ليسوا بأنبياء ولا شهداء) ذكر ذلك لأن الذي يتبادر أن من لهم ذلك المقام الشريف هم هؤلاء. (يغشى بياض وجوههم) يغطي نوره. (نظر الناظرين، يغبطهم النبيون والشهداء) يحبون أن ذلك المقعد لهم. (بمقعدهم) تشبيه. (وقربهم من الله تعالى) كأن قيل من هم يا رسول الله؟ قال: (هم جماع) بزنة زمان. (من نوازع القبائل) جماعات من قبائل شتى. (يجتمعون على ذكر الله فينتقون) من الانتقاء: الاختيار. (أطايب الكلام) من ذكر الله تعالى. (كما ينتقي آكل التمر أطايبه) فيه تنويه بالاجتماع على ذكر الله تعالى واختيار أشرف الكلام منه ويصدق في الذين يتناقلون القرآن بينهم فإنه أطيب الكلام وأشرفه. (طب (٢) عن عمرو بن عبسة) بموحدة بين مهملتين صحابي ورمز المصنف لحسنه.


(١) اليدان: صفة لله عَزَّ وَجَلَّ، نثبتها كما نثبت باقي صفاته تعالى من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل وهي ثابتة بالكتاب والسنة، قال شيخ الإِسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى (٦/ ٢٦٣): "إن لله تعالى يدين مختصتان به ذاتيتان له كما يليق بجلاله"، توصف يد الله عَزَّ وَجَلَّ بأنها يمين، وهذا ثابت بالكتاب والسنة كما في قوله سبحانه: {وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ} [الزمر: ٦٧]، وفي الصحيحين عن أبي هريرة - رضي الله عنه - مرفوعاً: " ... ويطوي السماء بيمينه ... " رواه البخاري (٧٣٨٢)، ومسلم (٢٧٨٧)، وأثبت صفة الشمال أو اليسار كثير من العلماء فقال الشيخ محمَّد بن عبد الوهاب في آخر باب من كتاب التوحيد في المسألة السادسة: التصريح بتسميتها الشمال" يعني: حديث ابن عمر عند مسلم (٢٧٨٨)، وانظر: إبطال التأويلات (ص: ١٧٦)، والرد على بشر المريسي (ص: ١٥٥)، وقطف الثمار (ص: ٦٦) وشرح كتاب التوحيد للشيخ الغنيمان (١/ ٣١١)، إن صفات الله توقيفية، وما لم يأت دليل صحيح صريح في وصف إحدى يدي الله بالشمال أو اليسار، فإننا لا نتعدى قول النبي - صلى الله عليه وسلم - "كلتاهما يمين" فيد الله ليست كيد البشر: شمال ويمين، ولكن كلتا يديه سبحانه يمين. والله أعلم.
انظر القول في المجسمة مجموع الفتاوى (٣/ ١٨٥، ١٩٧) الفتاوى الكبرى (٦/ ٤٧٠).
(٢) أخرجه الطبراني في الكبير (٢٠/ ١٦٨) (٣٥٨) من حديث معاذ، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (٣٨١٥)، وانظر المجمع (١٠/ ٧٧) عن عمرو بن عبسة.

<<  <  ج: ص:  >  >>