للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

كان ظاهراً في عوده إلى العرض، قال ابن العربي: هذا من القدرة التي لا يؤمن بها إلا الموحد وهو أن الشيطان يتصرف في الأمور الغريبة العجيبة ويتولج في المسام الضيقة ويعجز بالذكرى (١) عن حل الوكاء والغلق وعن التولج من سائر الأبواب والمنافذ. (فليفعل؛ فإن الفويسقة) الفأرة سماها بذلك للذم لوجود معنى الفسق فيها وهو الخروج من شيء إلى غيره. (تضرم) بضم حرف المضارعة وسكون الضاد المعجمة من أضرم النار أوقدها. (على أهل البيت) الذي فيه السراج غير طاف. (بيتهم) بجرها الفتيلة فتفسد ما يتصل به وقد أفاد أن ذكر الله يحول بين الشيطان وبين فعل هذه الأشياء وقضيته أنه يتمكن إذا لم يذكر الله تعالى وقد تردد ابن دقيق العيد في ذلك فقال: يحتمل أن يجعل قوله: "فإن الشيطان ... " إلى آخره. على عمومه ويحتمل تخصيص ما ذكر اسم الله عليه، ويحتمل أن يكون المنع من الله بأمر خارج عن جسمه، قال والحديث دال على منع دخول الشيطان الخارج لا الداخل فيكون ذلك لتحقيق المفسدة لا لرفعها، ويحتمل كون التسمية من الله ابتداء الإغلاق إلى تمامه. (م هـ (٢) عن جابر وتقدم معناه مراراً).

٥٧٥٧ - "غِفَار غفر الله لهم، وأسلم سالمها الله، وعُصَيَّةُ عصت الله ورسوله". (حم ق ت) عن ابن عمر (صح) ".

(غِفَار) بكسر المعجمة وتخفيف الفاء بطن من جاسم من العماليق وهم بنوا غفار بن جاسم بن عمليق. (غفر الله لها) ذنب سرقة الحاج في الجاهلية. (وأسلم سالمها الله) أي صالحها لدخولها في الإِسلام طوعا بغير حرب وهو يحتمل في اللفظين الدعاء والإخبار وقوله: (وعُصَيَّةُ) مصغر عصا بطن من بني


(١) هكذا في الأصل ولعل صوابه بالذكر أي البسملة.
(٢) أخرجه مسلم (٢٠١٢)، وابن ماجة (٣٤١٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>