٥٧٧٨ - "الغزو خير لِوَدْيِكَ". (فر) عن أبي الدرداء".
(الغزو خير لِوَدْيِكَ) الودي بالمهملة صغار النخل، ومعنى الحديث يعرف من سببه وهو أنه - صلى الله عليه وسلم - قال لرجل: "ألا تغزوا"، فقال: يا رسول الله غرست وديا وإني أخاف إن غزوت أن يضيع فذكره، فغزا الرجل فعاد فوجد وديه كأحسن الودي وأجوده، وفيه أن الأعمال الصالحة سبب لصالح أمور الدنيا من المزارع وغيرها. (فر (١) عن أبي الدرداء) ورواه أبو نعيم.
٥٧٧٩ - "الغزو غزوان: فأما من غزا ابتغاء وجه الله تعالى وأطاع الإمام وأنفق الكريمة وياسر الشريك واجتنب الفساد في الأرض؛ فإن نومه ونبهه أجر كله، وأما من غزا فخراً ورياءً وسمعة وعصى الإِمام وأفسد في الأرض؛ فإنه لن يرجع بالكفاف". (حم د ن ك هب) عن معاذ (صح) ".
(الغزو غزوان) أي غزو يبتغى ويؤجر صاحبه وغزو لا يبتغي ولا يؤجر صاحبه إلا أنه استغنى بتقسيم أحوال الغزاة عن بيان أقسام الغزو. (فأما من غزا ابتغاء وجه الله تعالى) طلبا لامتثال أمره لا طمعاً في غنيمة، ولا ليقال شجاع. (وأطاع الإمام) الذي أمره. (وأنفق الكريمة) أي نفسه أو الناقة العزيزة عليه. (وياسر الشريك) أي باليسر والسهولة مع الرفيق في نفعه وكفاية مؤنته وإعانته. (واجتنب الفساد في الأرض) بأن يتجاوز ما شرعه الله في القتل والأسر ونحوه. (فإن نومه ونبهه) بفتح فسكون يقظته. (أجر كله) كله مبتدأ وأجر خبره ولا يصح جعل كله تأكيد كما قاله الطيبي. (وأما من غزا فخرا ورياء وسمعة) ليراه الناس ويسمعوا به وهذا مقابل قوله في الأول ابتغاء وجه الله. (وعصى الإِمام
(١) أخرجه الديلمي (٤٢١١)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (٣٩٢٨)، وفي الضعيفة (٣٩٦٨): موضوع.