لم ألد ولم أولد ولم يكن لي كفواً أحد، وأما تكذيبه إياي فقوله: ليس يعيدني كما بدأني، وليس أول الخلق بأهون علي من إعادته". (حم خ ن) عن أبي هريرة (صح) ".
(قال الله تعالى: شتمني ابن آدم) المراد الجنس الصادق بالبعض أي سبني. (وما ينبغي له أن يشتمني) أي لا يجوز له ذلك. (وكذبني وما ينبغي له أن يكذبني) أي ليس له ذلك فإنه ينافي ما يجب للسيد على عبده. (أما شتمه إياي فقوله: إن لي ولداً) لاستلزامه الإمكان المستدعي للحدوث وذلك غاية الشتم في حق الله تعالى؛ لأن الشتم توصيف الشيء بما هو نقص وازدراء وإثبات الولد لله تعالى غاية في الذم لأنه يستلزم صفات نقص عدة من إتيان الصاحبة وإتيان الشهوة الداعية إلى النكاح والله تعالى منزه عن كل نقص، ولأن الولد لا يتخذه إلا من يفتقر إلى الأعوان ولأن كل من في السماوات والأرض عبيده ونسبة الولد إليه تشريك وجعل نظير له وجزاءً منه وقد أشار تعالى في قوله: {تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا (٩٠) أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا (٩١) وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا (٩٢) إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ [٣/ ١٧٣] وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا (٩٣)} [مريم: ٩٠ - ٩٣] إلا أن اتخاذ الولد ينافي الألوهية كما أفاد ذلك قوله: (وأنا الله الأحد) لا شريك له في صفاته ولا ملكه ولا ذاته. (الصمد) المصمود إليه في الحوائج يقصده كل من في السماوات والأرض ولو كان له ولد لكان جزءاً له ونظيره. (لم ألد) قدمه على: (ولم أولد) مع أن المولودية متقدمة على الوالدية أي كونه مولوداً أسبق طبعاً على كونه والداً لأنه إنما ساق كونه مولوداً استطراداً وإلا فالمراد الرد على من زعم أنه ذو ولد فإنه لم يقل أحد بأنه تعالى مولود بل استطرده إعلاما بأن كل ذي ولد لا يكون إلا موجودا عن غيره بالخلق عن غير أبوين كآدم أو عنهما كأولاده أو عن أحدهما كما في عيسى