للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقيل: هو القرآن المعجز (١)، {لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ} بإسلام إبراهيم، ونعت نبينا -عليه السلام- (٢)، وآية الرجم وسائر ما خوطبوا به من أمر الدين، وإنما أكّد التولي بالإعراض لأن من المؤتمرين من يتولى عن الأمر وينصرف (٣) من عنده مقبلًا على الطاعة فنفى هذا الإيهام.

{ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا} تعليل لجرأتهم بقولهم الذي اختلفوا فيه ثم اعتقدوه، {وَغَرَّهُمْ} خدعهم، و {مَا} في محل رفع (٤) لإسناد الغرور إليه مجازًا (٥).

{فَكَيْفَ} في هذا الموضع لتفخيم الأمر وتهويله، والمستفهم عنه مضمر تقديره: كيف يصنعون أو كيف يحتالون أو كيف يعتذرون.

{قُلِ اللَّهُمَّ} قيل أن رسول الله (٦) أخبر أصحابه يوم الخندق بفتح فارس وملك الروم، فقال بعض المنافقين: هذا الرجل ليس يأمن في (٧)


(١) الذي يظهر أن المراد بكتاب الله في هذه الآية هو التوراة، والذي يدل على ذلك سبب النزول، فقد أخرج الطبري في تفسيره بسند حسن (٥/ ٢٩٣) والواحدي في أسباب النزول ص ٧٠؛ والبغوي في تفسيره (٢/ ٢١)؛ وذكره الزيلعي في تخريج الكشاف (١/ ١٧٩) عن ابن عباس قال: دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيت المِدْرَاس على جماعة من يهود فدعاهم إلى الله، فقال له نعيم بن عمرو والحارث بن زيد: على أي دين أنت يا محمَّد؟ فقال: "على ملة إبراهيم ودينه". فقالا: فإن إبراهيم كان يهوديًا. فقال لهما رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "فهلمُّوا إلى التوراة، فهي بيننا وبينكم" فأبيا عليه، فأنزل الله -عزّ وجلّ-: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ...} [آل عِمرَان: ٢٣] وهذا الذي رجحه ابن جرير في تفسيره.
(٢) (السلام) ليست في "ي".
(٣) في "ي" "ب": (فينصرف).
(٤) في "ي" "أ": (الرفع).
(٥) يجوز أن تكون "ما" مصدرية أو موصولة بمعنى "الذي"، والعائد محذوف. والتقدير: الذي كانوا يفترونه.
(٦) في "ي": (قيل أن الله ...) وهو خطأ.
(٧) (في) من "ي" "ب".

<<  <  ج: ص:  >  >>