للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

٥- فَأَنَا مُحْكِمٌ فَهَلْ مِنْ شُجَاعٍ ... يَبْرُزُ الْيَوْمَ لِلسُّيُوفِ الرِّقَاقِ

قَالَ: ثُمَّ حَمَلَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ فَقَاتَلَ قِتَالا شَدِيدًا، وَحَمَلَ عَلَيْهِ ثَابِتُ بْنُ قَيْسٍ الأَنْصَارِيُّ، فَطَعَنَهُ فِي خَاصِرَتِهِ طَعْنَةً نَكَّسَهُ عَنْ فَرَسِهِ قَتِيلا، ثُمَّ جَالَ الأَنْصَارِيُّ فِي مَيْدَانِ الْحَرْبِ جَوْلَةً، ثُمَّ أَنْشَأَ يَقُولُ:

(مِنَ الْكَامِلِ)

١- سَائِلْ بِنَا أَهْلَ الْيَمَامَةِ إِذْ بَغَوْا ... وَتَمَرَّدُوا فِي الْكُفْرِ وَالإِصْغَارِ

٢- جَعَلُوا مُسَيْلِمَةَ الْكَذُوبَ نَبِيَّهُمْ ... يَا بِئْسَ فِعْلِ مَعَاشِرِ الْفُجَّارِ

٣- سِرْنَا إِلَيْهِمْ بِالْقَنَابِلِ [١] وَالْقَنَا ... وَبِكُلِّ عَضْبٍ مُرْهَفٍ بَتَّارِ

٤- وَمُهَاجِرِينَ كَأَنَّهُمْ أُسْدُ الشِّرَى [٢] ... قَدْ أُيِّدُوا بِالأَوْسِ وَالنَّجَّارِ [٣]

٥- فِي جَيْشِ سَيْفِ اللَّهِ جُنْدِ مُحَمَّدٍ ... وَالسَّابِقِينَ بِسُنَّةِ الأَخْيَارِ

قَالَ: ثُمَّ حَمَلَ هَذَا الأَنْصَارِيُّ عَلَى جَمَاعَةٍ مِنْ بَنِي حَنِيفَةَ، حَتَّى قُتِلَ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ.

قَالَ: ثُمَّ تَقَدَّمَ السَّائِبُ بْنُ الْعَوَّامِ [٤] ، أَخُو الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ، وهو يرتجز ويقول:


[١] القنابل: جمع قنبلة، طائفة من الخيل ما بين الثلاثين إلى الأربعين ونحوه، وكذلك القنبلة من الناس: طائفة منهم. (الصحاح: قنبل) .
[٢] الشرى: موضع تنسب إليه الأسد، يقال للشجعان: ما هم إلا أسود الشرى، وقال بعضهم: شرى موضع بعينه تأوي إليه الأسد، وقيل: هو شرى الفرات وناحيته، وبه غياض وآجام ومأسدة، قال الشاعر الأشهب بن رميلة:
أسود شرى لاقت أسود خفيّة ... تساقوا على حرد دماء الأساود
والشرى: طريق في جبل سلمى كثير الأسد. (اللسان: شرى، وأمالي القالي ص ٦) .
[٣] ذكر النجار خضوعا للقافية وأراد الخزرج، والنجار من الخزرج، فهو: النجار بن ثعلبة ابن عمرو بن الخزرج. (جمهرة النسب ص ٣٤٦) .
[٤] السائب بن العوام القرشي الأسدي، أخو الزبير بن العوام شقيقه، شهد بدرا والخندق وغيرها مع رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، استشهد باليمامة سنة ١٢ هـ-.
(الإصابة ٣/ ٢٥، الاستيعاب ٢/ ٥٧٥) .

<<  <   >  >>