للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

(مِنَ الطَّوِيلِ)

١- إِذَا نَحْنُ أَعْطَيْنَا الْمُصَدِّقَ سُؤْلَهُ ... فجدّع منّا كلّ أنف ومسمع

٢- فو الله لَوْ قَالُوا عِقَالا لَقُلْتُ لا ... إِلَيْهِ سَبِيلٌ لا وَلا قَيْسُ أُصْبُعِ [١]

٣- فَقُلْ لِزِيَادٍ وَالْمُهَاجِرِ [٢] أَوْعِدَا ... فَمَا مِثْلُنَا فِي وَعْدِهِ بِمُوَرَّعِ [٣]

٤- وَمَا مِثْلُنَا يُعْطِي عَلَى الْقَسْرِ مَالَهُ ... وَنَحْنُ مُلُوكُ النَّاسِ مِنْ قَبْلِ تُبَّعِ [٤]

قَالَ: ثُمَّ تَكَلَّمَ الأَشْعَثُ بْنُ قَيْسٍ فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ كِنْدَةَ، إِنْ كُنْتُمْ عَلَى مَا أَرَى، فَلْتَكُنْ كَلِمَتُكُمْ وَاحِدَةً، وَالْزَمُوا بِلادَكُمْ وَحَوِّطُوا حَرِيمَكُمْ، وَامْنَعُوا زَكَاةَ أَمْوَالِكُمْ، فَإِنِّي أَعْلَمُ أَنَّ الْعَرَبَ لا تَقَرُّ بِطَاعَةِ بَنِي تَيْمِ بْنِ مُرَّةَ وَتَدَعُ سَادَاتِ الْبَطْحَاءِ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ إِلَى غَيْرِهَا، وَإِنَّهَا لَنَا أَجْوَدُ، وَنَحْنُ لَهُ أَحْرَى، وَأَصْلَحُ مِنْ غَيْرِنَا، لأَنَّا الْمُلُوكُ وَأَبْنَاءُ الْمُلُوكِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَكُونَ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ قُرَشِيٌّ وَلا أَبْطَحِيٌّ [٥] ، ثُمَّ أَنْشَأَ الأَشْعَثُ يَقُولُ:

(مِنَ الطَّوِيلِ)

١- لَعَمْرِي لَئِنْ كَانَتْ قُرَيْشٌ تَتَابَعَتْ [٦] ... عَلَى بَيْعَةٍ بعد الرسول وسمّحوا


[١] قيس إصبع: قدر إصبع، القيس والقاس: القدر، يقال: قيس رمح وقاسه، ويقال: هذه خشبة قيس إصبع أي قدر إصبع، والقيس والقيد سواء. (اللسان: قيس) .
[٢] زياد: هو زياد بن لبيد، والمهاجر: هو المهاجر بن أبي أمية، وقد مرت ترجمتهما.
[٣] مورع: أي متحرج ناكص، والورع التحرج، والورع الكف عن المحارم، والورع (بالتحريك) : الجبان سمي بذلك لإحجامه ونكوصه، قال ابن السكيت: وأصحابنا يذهبون بالورع إلى الجبان وليس كذلك، وإنما الورع الصغير الضعيف الذي لا غناء عنده، والورع: الضعيف في رأيه وعقله وبدنه. (اللسان: ورع) .
[٤] تبع: ملك من ملوك اليمن وهم التبابعة، وفي الحديث: (لا تسبوا تبعا فإنه أول من كسا الكعبة) ، قيل هو ملك في الزمان الأول اسمه أسعد أبو كرب، وقيل: كان ملك اليمن لا يسمى تبعا حتى يملك حضرموت وسبأ وحمير. (اللسان: تبع) .
[٥] الأبطحيّ: أي القرشي، وقريش البطاح: الذين ينزلون بين أخشبي مكة.
(القاموس: بطح) .
[٦] في الأصل: (تتابعك) .

<<  <   >  >>