للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

جَبَلَةَ، وَسَارَ يُرِيدُ زِيَادَ بْنَ لَبِيدٍ وَمَعَهُ أَلْفُ فَارِسٍ مِنْ فُرْسَانِ قَوْمِهِ، وَزِيَادُ بْنُ لَبِيدٍ فِي أَرْبَعَةِ أَلْفٍ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ، وَخَمْسُ مِائَةِ رَجُلٍ مِنَ السَّكَاسِكِ وَالسُّكُونِ، فَالْتَقَى الْقَوْمُ قَرِيبًا مِنْ مَدِينَةٍ مِنْ مُدُنِ حَضْرَمَوْتَ، يقال لها تريم [١] ، فاقتتلوا هنا لك سَاعَةً، وَوَقَعَتِ الْهَزِيمَةُ عَلَى زِيَادٍ وَمَنْ مَعَهُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، وَقُتِلَ مِنْهُمْ عَلَى نَيِّفٍ مِنْ ثَلاثِ مِائَةِ رَجُلٍ، وَانْهَزَمُوا هَزِيمَةً قَبِيحَةً، حَتَّى دَخَلُوا تِلْكَ الْمَدِينَةَ، وَاحْتَوَى الأَشْعَثُ عَلَى تِلْكَ الأَمْوَالِ وَالْغَنَائِمِ وَالذَّرَارِيِّ، فَرَدَّهَا إِلَى أَهْلِهَا، وَأَنْشَأَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي عَمِّهِ يَقُولُ:

(مِنَ الرَّمَلِ)

١- ظفر الأشعث لمّا كندة ... عند ما غَابَتْ حَوَاهَا وَاحْتَمَى [٢]

٢- تَرَكَ الأَوْتَارَ فِي أَعْدَائِهِمْ [٣] ... وَسَمَا لِلْحَرْبِ [٤] قِدْمًا وَانْتَمَى

٣- يَا زِيَادُ لا تلاقي أشعثا ... فسيسقى ضلّة منك دما [٥] / [٣٥ أ]

٤- إِنَّ لِلأَشْعَثِ صَوْلاتٍ إِذَا ... لَقِيَ الأَبْطَالَ يَمْضِي قِدَمَا

٥- حَظُّهُ فِي الْحَرْبِ بِيْضٌ رُهَّفٌ [٦] ... وَرِمَاحُ الْخَطِّ تَحْكِي الأَنْجُمَا

قَالَ: وَأَقْبَلَ الأَشْعَثُ بْنُ قَيْسٍ وَأَصْحَابُهُ حَتَّى نَزَلَ عَلَى مَدِينَةِ تِرْيَمَ [٧] ،


[١] في الأصل: (يريم) وتكررت بهذا الرسم.
تريم: اسم إحدى مدينتي حضرموت، لأن حضرموت اسم للناحية بجملتها، ومدينتاها شبام وتريم، وهما قبيلتان سميت المدينتان باسميهما. (ياقوت: تريم) .
[٢] حصل تقديم وتأخير في ألفاظ البيت فاختل وزنه ومعناه فرددناه إلى أصله، وهو في الأصل:
(ظفر الأشعث عند ما كندة ... غابت لما حواها واحتما)
[٣] في الأصل:
(اترك الأوتار من أعدائهم) .
[٤] في الأصل: (إلى الحرب) ولا يستقيم وزنه.
[٥] في الأصل البيت مضطرب جاء على هذا الوجه:
(ليسقي ما صله منك دما) .
[٦] في الأصل: (مرهف) .
رهّف: جمع رهيف، وسيف رهيف رقيق الحواشي لطيف.
[٧] في الأصل: (يريم) وقد تكررت بهذا الرسم في كل المواضع، فأثبتنا الصواب.

<<  <   >  >>