للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وَإِلَيْكُمْ كَانَتِ الْهِجْرَةُ، وَفِيكُمْ قَبْرُ النَّبِيِّ صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ، فَاجْمَعُوا أَمْرَكُمْ عَلَى رَجُلٍ تَهَابُهُ قُرَيْشٌ وَتَأْمَنُهُ الأَنْصَارُ، قَالَ: فَقَالَتِ الأَنْصَارُ: صَدَقْتَ يَا خُزَيْمَةُ، إِنَّ الْقَوْلَ لَعَلَى مَا تَقُولُ، قَدْ رَضِينَا بِصَاحِبِنَا سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ، قَالَ: فَقَطَّبَ [١] الْمُهَاجِرُونَ وَنَظَرَ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ، ثُمَّ وَثَبَ أُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ الأَنْصَارِيُّ الأَوْسِيُّ [٢] ، وَكَانَ مَقْبُولَ الْقَوْلِ عِنْدَ الأَنْصَارِ وَأَهْلِ الطَّاعَةِ فِيهِمْ، فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ، إِنَّهُ قَدْ عَظُمَتْ نِعْمَةُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ سَمَّاكُمُ الأَنْصَارَ وَجَعَلَ إِلَيْكُمُ الْهِجْرَةَ، وَفِيكُمْ قُبِضَ الرَّسُولُ مُحَمَّدٌ عَلَيْهِ السَّلامُ، فَاجْعَلُوا ذَلِكَ للَّه، وَإِنَّ هَذَا الأَمْرَ فِي قُرَيْشٍ دُونَكُمْ، فَمَنْ قَدَّمُوهُ فَقَدِّمُوهُ، وَمَنْ أَخَّرُوهُ فَأَخِّرُوهَ، قَالَ: فَوَثَبَ إِلَيْهِ نَفَرٌ مِنَ الأَنْصَارِ فَأَغْلَظُوا لَهُ الْقَوْلَ وَسَكَّتُوهُ فَسَكَتَ، ثُمَّ وَثَبَ بَشِيرُ بْنُ سَعْدٍ الأَنْصَارِيُّ [٣] الأَعْوَرُ، وَكَانَ أَيْضًا مِنْ أَفَاضِلِ الأَنْصَارِ، فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ الأَنْصَاِر، إنما أنتم بقريش وقريش بكم، ولو


[ () ] والإسلام ومن شجعانهم المقدمين، حمل راية بني خطمة من الأوس يوم فتح مكة، وعاش إلى خلافة علي بن أبي طالب، وشهد معه صفين، وقتل فيها سنة ٣٧ هـ-.
(الإصابة ٢/ ٢٧٨- ٢٧٩، صفة الصفوة ١/ ٢٩٣، الأعلام ٢/ ٣٠٥) .
[١] في الأصل: (فقطبت) .
[٢] أسيد بن حضير الأنصاري: صحابي كان شريفا في الجاهلية والإسلام، يعد من عقلاء العرب وذوي الرأي فيهم، وكان يسمى الكامل، والكامل عندهم من أجاد الكتابة والعوم والرمي، شهد العقبة الثانية مع السبعين من الأنصار، وكان أحد النقباء الإثني عشر، وشهد أحدا فجرح سبع جراحات وثبت من رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم حين انكشف عنه الناس، وشهد الخندق والمشاهد كلها، وفي الحديث: (نعم الرجل أسيد بن الحضير) ، توفي في المدينة سنة ٢٠ هـ-.
(الإصابة ١/ ٨٣، ابن سعد ٣/ ١٣٥، تهذيب التهذيب ١/ ٣٤٧، صفة الصفوة ١/ ٢٠١، الأعلام ١/ ٣٣٠) .
[٣] في الأصل: (بشر بن سعد) وسيتكرر كذلك، وهو بشير بن سعد بن ثعلبة بن الجلاس الخزرجي الأنصاري، صحابي شهد بدرا واستعمله النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم على المدينة في عمرة القضاء، وكان يكتب بالعربية في الجاهلية وهو أول من بايع أبا بكر الصديق من الأنصار، وهو أبو النعمان بن بشير أول مولود للأنصار بعد الهجرة والذي كان واليا على حمص وعلى الكوفة زمن معاوية وابنه يزيد. وكان بشير مع خالد بن الوليد منصرفه من اليمامة، وقتل يوم عين التمر سنة ١٢ هـ-.

<<  <   >  >>