للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وتحقيقًا لذلك دعا (هواري بومدين) إلى أن الماركسية كنظام اقتصادي هي الأنسب لبلاده، وزعم مدير المساجد بالقاهرة سنة ١٩٦٨ م أن الماركسية لا تتعارض مع الإسلام.

ثَالِثًا: تَيَّارَاتٌ عَرَبِيَّةٌ مَحَلِّيَّةٌ:

لقد كان لغسيل مخ العرب عدة آثار منها بأمور:

١ - الكتاب الذي وضعه الشيخ علي عبد الرازق باسم " الإسلام وأصول الحكم "، الذي زعم فيه أن الإسلام دين رهبنة روحية وليس منهج حياة ولا صلة له بالتشريع والاقتصاد والسياسة.

٢ - كتاب " الشعر الجاهلي " لطه حسين الذي زعم فيه أن الإسلام ليس دينًا سماويًا بل دين وضعي، كما زعم أن القآن ليس وحيًا من الله. وأكمل هذه الخطة في كتابه على هامش السيرة "، من أن أخبار السيرة النبوية ليست حقائق بل وضعت لرضوخ السذج وإرضاء شعورهم وعواطفهم.

٣ - الاتجاهات القومية التي انتشرت في الوطن العربي، ما بين القومية الطورانية في تركيا، والقومية العربية في مصر وسوريا، والقومية الكردية والبربرية، وهذه القوميات الغرض منها أن تصبح ولاء يحل محل الولاء للإسلام. وفي هذا كتاب (لورنس) في كتابه " أعمدة الحكمة السبعة "، أن الهدف الذي كانت تسعى إليه بريطانيا هو أن تحل القومية والوطنية محل الإسلام، كما كتب الدكتور (محمد محمد حسين) في كتابه " الاتجاهات الوطنية في الأدب المعاصر " أن القومية العربية ولدت في مقر المندوب السامي البريطاني.

٤ - كتاب " من هنا نبدأ " للشيخ (خالد محمد خالد) زعم فيه أن الخير والشر أمور تتغير حسب حاجات الناس؛ لأن الحق المطلق والفضيلة المجردة لا توجد إلا في عقول المجاذيب، والطريقة الحديثة لبلوغ الفضيلة ليست أصلاً قبل الطعام والمسكن الجيد. ولقد تاب فيما كتبه في كتابه " رجال حول الرسول "، ولكن في الفصل الخامس عن أبي ذر الغفاري صور أنه كان يقود ثورة الكادحين ضد الأغنياء. وعليه يلزم من الأستاذ خالد محمد خالد أن ينشر كتابًا آخر يصحح فيه بصراحة ما كتبه في كتاب " من هنا نبدأ "، حول القيم ونسبيتها وحول حكم الإسلام وعدم ملاءمته لعصرنا (١).


(١) لقد صدر له كتاب " الإسلام والدولة " سنة ١٩٨٢ أعلن فيه خطأه في كتابه " من هنا نبدأ " إذ ربط بين الإسلام وحكم البابوات في أوروبا.

<<  <   >  >>