للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٦ - لا يجوز أن ينسب الدكتور أمورًا كهذه أو غيرها إلى أحد دون أن يذكر أسماءهم، أو المصدر الذي نشروا فيه هذه الأقاويل أو غيرها، مما ذكره الدكتور في مقاله.

كما لا يجوز له ولا لغيره في مجال الرد على شخص بعينه أن يعمم القول بالتطرف الديني؛ لأن الحكم بالتطرف يستلزم ذكر اسم المتطرف، والأقوال أو الأعمال التي تعد من التطرف، ثم بيان المصدر الذي يصف القول أو العمل بالتطرف؛ لأنه بغير ذلك تصبح الاتهامات بجميع أنواعها سلاحًا إرهابيًا بيد كل كاتب ليشهره في وجه من شاء بغير قيود ولا ضوابط.

ثَانِيًا: الأُورُوبِيُّونَ وَخُصُومُ الإِسْلاَمِ:

نسب الدكتور إِلَيَّ القول: «إِنَّ الأُورُوبِيِّينَ أَنْفُسُهُمْ يُشِيدُونَ بِمَزَايَا الإِسْلاَمِ». ثم رتب على هذه المقدمة الافتراضية نتائج أهمها:

أ - أنني أعمم هذا الحكم على جميع الأوروبيين فيما يتعلق بالإسلام.

ب - إن هذا ربما يؤدي إلى القول بأن خصوم الإسلام هم المعسكر الشيوعي وإسرائيل وجنوب أفريقيا، بينما المعسكر الغربي يناصر الإسلام.

ج - إن كان هذا هو طابع الإشادة الأوروبية بإسلامنا فما عسى أن يكون سلوك الغرب نحونا.

د - هل يجوز أن نقول إن الغربيين يناصرون الإسلام بالفعل أو يتعاطفون مع مطالبنا وحقوقنا.

ولعل هذه النتائج نفسها تؤكد أن ذلك ليس مقصودًا من هذه العبارة مع أنها قد اجْتُزِئَتْ من موضوع في مجمله لا يمكن أن يفهم منه أي شيء من ذلك، حتى لو حذف حرف في الطباعة فإن سياق الكلام لا يؤدي أبدًا إلى هذا الخلط.

وَمَا كَتَبْتُهُ هُوَ: «الحُكْمُ الدِّينِيُّ فِي أُورُوبَا، الذِي كَانَ يَظُنُّ أَنَّهُ يَمْلِكُ صُكُوكَ الغُفْرَانِ وَالحِرْمَانِ، وَلاَ يُوجَدُ هَذَا وَلاَ غَيْرُهُ فِي الإِسْلاَمِ، بَلْ إِنَّ الأُورُوبِّيِّينَ أَنَفْسُهُمْ يُشِيدُونَ بِمَزَايَا الإِسْلاَمِ، وَأَنَّهُ دِينٌ وَدَوْلَةٌ .. وآخِرُ كِتَابٍ صَدَرَ فِي ذَلِكَ هُوَ كِتَابُ " الإِسْلاَمُ وَالدَّوْلَةُ " لِلْصَّحَافِيِّ البَرِيطَانِيِّ (إِدْوَارْدْ مُورْتِيمَرْ) أَكَدَّ فِيه أَنَّ الإِسْلاَمِ دِينٌ وَدَوْلَةٌ، وَأَنَّهُ يَعْنِي التَّسْلِيمَ بِأَوَامِرِ اللهِ وَالاِلْتِزَامِ بِهَا» (*). وما كان للدكتور العمر أن يجتزئ عبارة من هذه العبارات ويفصلها عن باقي سياق الموضوع ليخلص إلى المقدمة والنتائج سالفة الذكر.


[تَعْلِيقُ مُعِدِّ الكِتَابِ لِلْمَكْتَبَةِ الشَّامِلَةِ / البَاحِثُ: تَوْفِيقْ بْنُ مُحَمَّدٍ القُرَيْشِي]:
(*) انظر هذه الفقرة في: ص ٥٦ و ٥٧ من هذا الكتاب.

<<  <   >  >>