للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الآلى أن عدد حروف البسملة تسعة عشر حرفا, وأن كل كلمة منها يتكرر ذكرها فى القرآن تسعة عشر مرة, وأن فواتح السور وردت فى تسع وعشرين سورة, ومجموع حروف الفواتح أربعة عشر حرفا فيكون رقم جمعها سبعة وخمسين ,وهو من مضاعفات رقم تسعة عشر.

ومن خلال التركيز على رقم تسعة عشر يظهر أن بناء القرآن يقوم على هذا الرقم قصدا مما يدل على الإعجاز الرياضى حيث يستحيل على إنسان أن يقيم نظما وفق رقم تسعة عشر ومضاعفاته مما يدل على الإعجاز.

وبناء على هذه المقدمات وصل الباحثون المعاصرون إلى نقض كلام المفسرين القدامى ,بل ومعارضة النص القرآنى الذي بين أن خزنة النار تسعة عشر ملكا ,بالقول بأن التسعة عشر التى ذكرت إنما هى عدد حروف البسملة وليست عدد خزنة النار.

وقد يبدو للسذج أن الكشف عن أوجه جديدة للإعجاز القرآنى يخدم قضية الإسلام والإيمان فى هذا العصر. ولكن الصحيح أنها تزيد من الحيرة والشك عندما تبنى استنتاجاتها على أسس واهية ومصادافات واتفاقات اعتباطية ساذجة, فالقرآن لا يحمل ألغازا يكشف عنها الكمبيوتر ,ونبي الإسلام عليه الصلاة والسلام لم يكن يجهل معانى القرآن وطريقة نظمه وأوجه إعجازه ,ولم يخبر بأن ثمة أوجها للإعجاز سيكشف عنها الزمان .. والحق أنه ليس فيما ذكره الباحثون بواسطة الكمبيوتر ما يدل على وجود إعجاز رياضى ,وإنما هى بحوث تلفيقية لجأت إلى ملاحظة ظواهر متكررة بالنسبة للرقم تسعة عشر, ويمكن أن يلاحظ هذا الأطراد والتكرار بالنسبة لأرقام أخرى فلا تبقى ثمة خصوصية للرقم (تسعة عشر) ,وسواء أكان الحافز على مثل هذه الدراسات الرغبة فى الإثارة والتجديد ,أو الارتباط بجهات مشبوهة يعنى الرقم تسعة عشر عندها معنى تحيطه الأسرار والألغاز ,فإن على المسلم أن يحذر هذه الدراسات ولا يطمئن إلا لكلام أهل العلم المعروفين بالصدق والغيرة على دين الله.

<<  <  ج: ص:  >  >>