للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مَا بَيْنَ عَيْرٍ إِلَى ثَوْرِ، فَمَنْ أحْدَثَ فِيهَا حَدَثًا أَوْ آوَى مُحْدِثًا، فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ وَالْمَلاَئِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ، لَا يَقْبَلُ اللهُ مِنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ صَرْفًا وَلَا عَدْلاً، وَذِمَّةُ الْمُسْلِمِينَ وَاحدَةٌ يَسْعىَ بِهَا أَدْنَاهُمْ، وَمَنِ ادَّعَى إِلىَ غَيْرِ أَبِيهِ، أَوِ انْتَمَى إِلَى غَيْرِ مَوَالِيهِ، فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ

ــ

وقوله: " المدينة حرام ما بين عَيْر إلى ثَوْر (١)، فمن أحدث فيها حدثًا أو آوى محدثًا " وقوله: " لا يقبل الله منه صرفًا ولا عدلاً ": تقدم الكلام على هذه القضية فى صدر الكتاب وفى كتاب الحج (٢).

قال الإمام: خرج مسلم فى باب الولاء حديثًا عن الأعمش، عن أبى صالح، عن أبى هريرة، عن النبى - عليه السلام - ثم قال بعده: وحدثنيه إبراهيم بن دينار، نا عبيد الله ابن موسى، قال: نا شيبان - يعنى النحوى أبا معاوية، وفى نسخة ابن ماهان: حدثنا إبراهيم، نا عبيد الله، قال: نا سفيان، عن الأعمش، [جعل " سفيان " بدل "شيبان "، والصواب: شيبان، ومثله فى المناقب: حدثنا القاسم بن زكريا، قال: نا عبيد الله بن موسى، عن شيبان، عن الأعمش] (٣)، عن مالك بن الحارث، عن


(١) قال ياقوت: ذكر لى بعض أهل الحجار أن بالمدينة جبلين يقال لأحدهما: عير الوارد، والآخر: عير الصادر، وهما متقاربان، ثم قال: فى هذا الحديث " عير إلى ثور "، وهذه رواية لا معنى لها لأن هذا بإجماعهم غير محرم - يعنى أن ثورًا جبل بمكة معروف - قال: وقال بعض أهل الحديث: إنما الرواية الصحيحة أنه - عليه السلام - حرم ما بين عير أحد، وهما بالمدينة، والعير وادٍ فى قوله:
ووادٍ كجوف العير قفرٍ هبطته
راجع معجم البلدان.
قال أبو عبيد فى الحديث: وهذا حديث أهل العراق، وأهل المدينة لا يعرفون بالمدينة جبلاً يقال له: ثور، وإنما ثور بمكة، فيرى أن الحديث إنما أصله: " ما بين عير إلى أحد ".
قال: سألت عن هذا أهل المدينة فلم يعرفوه ... وأما عير فبالمدينة معروف وقد رأيته. انظر غريب الحديث لأبى عبيد ١/ ٣١٥، ٣١٦.
وفى النهاية: هما جبلان، أما عير فجبل معروف بالمدينة، وأما ثور فالمعروف أنه بمكة، وفيه الغار الذى بات به النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما هاجر، قال: وفى رواية قليلة: " ما بين عير وأحد " وأحد بالمدينة، فيكون ثور غلطاً من الراوى وإن كان هو الأشهر والأكثر. وقيل: إن عيرًا جبل بمكة، ويكون المراد: أنه حرم من المدينة قدر ما بين عير وثور من مكة، أو حرم المدينة تحريمًا مثل تحريم ما بين عير وثور من مكة على حذف المضاف ووصف المصدر المحذوف. النهاية.
وفى الدر المنثور: أن ثورًا جبل بالمدينة سوى الذى بمكة، وهو صغير إلى الحمرة بتدوير خلف أحد من جهة الشمال.
قلت: ولا وجود له ظاهر فيما رأيت بالمدينة.
(٢) ولم يتعرض لتحديد مكان الجبلين هناك. راجع ك الحج، ب فضل المدينة ودعاء النبى لها بالبركة.
(٣) سقط من الأصل، والمثبت من س، ع.

<<  <  ج: ص:  >  >>