للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لآتيه بخبرك قال فاذهب إليه فأقرئه مني السلام وأخبره أني قد طعنت اثنتي عشرة طعنة وأني قد أنفذت مقاتلي وأخبر قومك أنهم لا عذر لهم عند الله إن قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم وواحد منهم حي"١.

هكذا ذكر مالك هذا الخبر ولم يسم الرجل الذي ذهب ليأتي بخبر سعد ابن الربيع وهو: أبي بن كعب ذكر ذلك ربيح بن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري عن أبيه عن جده وفي هذا الخبر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم أحد من يأتيني بخبر سعد بن الربيع فإني رأيت الأسنة قد أشرعت إليه فقال أبي بن كعب أنا وذكر الخبر وفيه اقرأ على قومي السلام وقل لهم يقول لكم سعد بن الربيع: الله الله وما عاهدتم عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة العقبة فوالله مالكم عند الله عذر إن خلص إلى نبيكم وفيكم عين تطرف قال أبي فلم أبرح حتى مات رحمه الله فرجعت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته فقال رحمه الله نصح لله ولرسوله حيا وميتا٢.

وقد تقدم ذكر قصة مشابهة لهذه القصة جرت مع أنس بن النضر رضي الله عنه.

قال ابن عبد البر: لا أعرفه مسندا وهو محفوظ عند أهل السير وقد ذكره ابن إسحاق عن محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة المازني قال الحافظ ابن حجر قلت: وفي الصحيح من حديث أنس ما يشهد لبعضه وحكى ابن الأثير أن الرجل الذي ذهب إليه هو أبي بن كعب٣.

وخلف سعد بن الربيع ابنتين فأعطاهما رسول الله صلى الله عليه وسلم الثلثين فكان ذلك أول بيانه للآية في قوله عز وجل: {فَإِنْ كُنَّ نِسَاءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَك}


١ ابن سعد، الطبقات الكبرى: ٣/٥٢٣-٥٢٤ عن معن بن عيسى قال أخبرنا مالك بن أنس عن يحيى بن سعيد وذكر القصة، وذكره ابن عبد البر، الاستيعاب: ٢/٣٤-٣٥، وابن الأثير، أسد الغابة: ٢/١٩٦-١٩٧.
٢ ابن عبد البر، الاستيعاب: ٢/٣٤-٣٥، وابن الأثير، أسد الغابة: ٢/١٩٦-١٩٧.
٣ ابن حجر، الإصابة: ٢/٢٦-٢٧.

<<  <   >  >>