للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أحب إلى الله من هذه الأيام العشر" قالوا: ولا الجهاد في سبيل الله قال: "ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء" (١) .

إن الإنسان العاقل ينتهز هذه الفرص بالأعمال الصالحة المقربة إلى الله- عز وجل- واجتناب ما حرم الله ونهى عنه.

ونحن الآن في أول ليلة من ليالي العشر الأخيرة من رمضان التي فيها ليلة القدر التي قال الله عنها: (لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ) . قال النبي - صلى الله عليه وسلم - في قيامها: "من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه " (٢) .

إن الواجب على المؤمن أن يقدر أنفاس عمره، وأن يعرف أن كل نفس تنفسه لن يعود إليه مرة أخرى، وأن كل يوم مضى من حياته لن يعود إليه مرة أخرى، وأن كل لحظة، وكل ساعة، وكل يوم، وكل شهر يقربه من الآخرة، ويبعده من الدنيا، لذلك يجب أن نستقبل هذه العشر الأخيرة بالعزيمة الصادقة، والجد والاجتهاد، وكما كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يفعل إذا دخل العشر "شد مئزره وأحيا ليله وأيقظ أهله" (٣) وأنتم والحمد لله في هذا المكان في المسجد الحرام تحيون أكثر


(١) رواه البخاري/كتاب العيدين/باب فضل العمل في أيام التشريق (٣٨٣) .
(٢) رواه مسلم/كتاب الصيام/باب فضل ليلة القدر (١١٦٥) .
(٣) رواه البخاري/كتاب الصوم/باب العمل في العشر الأواخر (٦٧٠) .

<<  <  ج: ص:  >  >>