للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بل هم الوسط في فرق الأمة كما أن الأمة هي الوسط في الأمم

ــ

فصل:

مكانة أهل السنة والجماعة بين فرق الأمة

واتصافهم بالوسطية

يعني: الأمم السابقة، وذلك من عدة أوجه:

- ففي حق الله تعالى: كانت اليهود تصف الله تعالى بالنقائص، فتلحقه بالمخلوق. وكانت النصارى تلحق المخلوق الناقص بالرب الكامل. أما هذه الأمة؛ فلم تصف الرب بالنقائص ولم تلحق المخلوق به.

- وفي حق الأنبياء؛ كذبت اليهود عيسى ابن مريم، وكفرت به. وغلت النصارى فيه، حتى جعلته إلها. أما هذه الأمة؛ فآمنت به بدون غلو، وقالت: هو عبد الله ورسوله.

- وفي العبادات؛ النصارى يدينون لله عز وجل بعدم الطهارة؛ بمعنى أنهم لا يتطهرون من الخبث؛ يبول الواحد منهم، ويصيب البول ثيابه، ويقوم، ويصلي في الكنيسة. واليهود بالعكس؛ إذا أصابتهم النجاسة؛ فإنهم يقرضونها من الثوب؛ فلا يطهرها الماء عندهم؛ حتى إنهم يبتعدون عن الحائض لا يؤاكلونها ولا يجتمعون بها.

أما هذه الأمة فهم وسط؛ فيقولون: لا هذا ولا هذا؛ لا يشق الثوب، ولا يصلى بالنجاسة، بل يغسل غسلا حتى تزول النجاسة منه، ويصلى به، ولا يبتعدون عن الحائض؛ بل يؤاكلونها ويباشرها زوجها في غير الجماع.

- وكذلك أيضا في باب المحرمات من المآكل والمشارب؛ النصارى استحلوا الخبائث وجميع المحرمات، واليهود حرم عليهم كل ذي ظفر؛

<<  <  ج: ص:  >  >>