ويثلثون بعثمان ويربعون بعلي رضي الله عنهم كما دلت عليه الآثار وكما أجمع الصحابة على تقديم عثمان في البيعة
ــ
لأبي: أي الناس خير بعد رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قال: أبو بكر. قلت: ثم من؟ قال: ثم عمر. وخشيت أن يقول: عثمان، قلت: ثم أنت؟ قال: ما أنا إلا رجل من المسلمين.
فإذا كان علي رضي الله عنه يقول وهو في زمن خلافته: إن خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ثم عمر، فقد اندحضت حجة الرافضة الذين فضلوه عليهما.
قوله:" وغيره "، يعني: غير علي من الصحابة والتابعين.
وهذا متفق عليه بين الأئمة.
- وقال الإمام مالك: ما رأيت أحدا يشك في تقديمهما.
- وقال الشافعي: لم يختلف الصحابة والتابعون في تقديم أبي بكر وعمر.
ومن خرج عن هذا الإجماع، فقد اتبع غير سبيل المؤمنين.
" يثلثون "، يعني: أهل السنة، يجعلون عثمان هو الثالث.
" ويربعون " بعلي " أي: يجعلون عليا هو الرابع.
وعلى هذا، فأفضل هذه الأمة هؤلاء الأربعة: أبو بكر، ثم عمر، ثم عثمان، ثم علي.
استدل المؤلف لهذا الترتيب بدليلين:
الأول: قوله: " كما دلت عليه الآثار ": وقد سبق ذكر شيء منها.