للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تذكرهم بحكمة الله التي جمعت القلوب، وفرضت المساواة بين جميع الناس، ولو لبضع ثوان من الزمن، نسأل الله جلت قدرته وعز جبروته، أن يبعث بحفنة مناسبة سريعة من زلازله الكثيرة، إلى واشنطن، ولندن، وباريس، وموسكو، وأن يجعل أكبر نصيب منها لتلك المقامات العالية، التي يقيم فيها من نسميهم بالكبار، والذين يظنون، أن مفاتيح خراب الدنيا، قد أصبحت بأيديهم، من يوم ملكوا زمام القنبلة الذرية والهيدرومبية، ولعلهم إذا أحسوا بجبروت رب العالمين، شعروا بتفاهة جبروتهم، ولعلهم إذا عرفوا رحمة الله بهم وبالناس، أمسكوا عن الشر، وتحولوا إلى رحماء.

وبعد: فأننا نحمد للبنان الشقيق، أن هيأ الله له هذا العطف العالمي الكريم، ولكننا من حقنا بهذه المناسبة، ومن واجبنا، أن نصرح بأعلى أصواتنا، في وجوه أهل الدنيا جميعا: أنكم إذا لم تسارعوا إلى نجدة الجزائر، وتعملوا من غير من ولا أذى، على تخليصها من بين شقوق هذا الزلزال الفرنسي الخبيث، فإنه يوشك أن يبتلعها بمن فيها وما فيها، إذا لم تفعلوا ذلك، أو بعضه على الأقل، فمن حقنا أن نسجل للتاريخ ونعلن للدنيا، أن إحسانكم للبنان وغير لبنان، إنما هو رياء في رياء، ونفاق في نفاق، وأنه سيكون للتاريخ حتما حساب قاس، مع كل واحد على قدر مركزه، ومسؤوليته، وتقصيره، واعلموا أن الله قد يمهل للمقصر، كما يمهل للظالم، حتى إذا أخذه لم يفلته.

عن بيروت المساء والمنار

الفضيل الورتلاني

[رأي الأمريكان في قضية الجزائر]

إن رأي الأمريكان الرسمي، مضطرب أشد الاضطراب، فبينما يعلن سفيرهم في باريس، تأييد حكومته لفرنسا في الجزائر، إذا بالرئيس إيزنهاور، يعلن بعد يومين، بأنه يتمنى أن تنتهي مشكلة الجزائر، بطريقة سلمية، مع عدل وإنصاف، وعلى كل حال، فالاستعمار ملة واحدة، ولا يمكن مطلقا لأبناء الملة الواحدة، أن يتخاذلوا إلا مؤقتا، ونحن إنما نعتمد - بعد الله على أنفسنا، وما حك جسمك مثل ظفرك،

<<  <   >  >>