للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأخيرا انفجار كبير حدث عام ١٩٤٥ إثر إنتهاء الحرب، حين احتفلت الأمم الحرة جميعها بيوم النصر، فكان من الطبيعي أن يشترك الجزائريون في الاحتفال، وكان من الطبيعي أن يعبروا عن آمالهم في الحرية التي يحتفلون بانتصارها فحملوا أعلاما جزائرية، ولافتات كتب عليها ما يعبر عن هذه الآمال في الاستقلال والسيادة.

ولكن هذه الظاهرة لم ترق للمستعمرين، فتحرش البوليس والجيش والمدنيون الفرنسيون بالجزائريين، فانتهى ذلك النزاع إلى ثورة جامحة عمت جميع أطراف الجزائر تقريبا، وكان محصولها نحو أربعين ألفا من القتلى المدنيين من النساء والأطفال والعجزة، وفي قراهم غير المحصنة، إذ تولت الطائرات الفرنسية تدميرها ثم أحرقتها قنابل "النابالم"!.

ولا يستغربن القارئ هذه الأساليب، ففي الماضي طبقها الفرنسيون على مراكش، إذ أطلقوا دباباتهم تهاجم قرى منطقه "وادي زم" فدمرت عشر قرى بيتا بيتا، وقتلت كل من وجدته من رجال ونساء وأطفال، انتقاما للثمانين فرنسيا الذين قتلهم رجال القبائل. وهكذا أباد الفرنسيون نحو عشرة آلاف شخص بهمجية تثبت أن العسكريين الاستعماريين الفرنسيين هم مجرمون أبدا حيثما كانوا. وعند السوريين واللبنانيين الخبر اليقين في ثورة ١٩٢٥!.

[حقوق اللصوص]

أما الثورة الأخيرة فقد بدأت في خريف ١٩٤٥ في جبال "الأوراس"، وامتدت إلى جبال جرجرة وسراها، وقد قرأت في الصحف الفرنسية أن عدد الثوار الجزائريين يقدر بمئتي ألف شخص، أما أنا فأعتقد أن أساليب الهمجية الاستعمارية قد جعلت كل جزائري ثائرا، وأنا واثق أن هذه الثورة ستستمر إلى أن يعترف الفرنسيون بحق الجزائر في الاستقلال!.

<<  <   >  >>