للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المسألة الخامسة (١):

قوله (٢): "الفَحْل" قال علماؤنا: الفَحْلُ والمُراحُ سواءٌ إذا كان على الإشاعة بكرَاءٍ أو مِلْكِ، فهو من صِفَاتِ الخُلْطَةِ، وإن كان لكلِّ واحدِ منهما جزءٌ معيَّنٌ، فلا يخلو أنّ يكون ذلك الجزء يقوم (٣) بماشية صاحبه على الانفراد دون مضَرَّةٍ ولا ضيقٍ، أو لا يقوم بذلك؟ فإن كان يقومُ بماشية صاحبه، فليس من صفات الخُلْطَةِ؛ لأنَّ الارتفاف *لم يوجد بهذه الصِّفة، وإن كان لا يقوم بها، فهي من صفات الخُلْطَةِ؛ لأنّ الارتفاق* (٤) قد حَصَلَ.

المسألة السّادسة (٥):

أمّا الدَّلْوُ، فهو الّذي تستقى (٦) به الماشية (٧)، وقد خَرَّجَ أصحابنا المسألة في كُتُبِهِم على المياه، وذلك يكون موجودًا بين الأعراب، فيَجتمع أرباب المواشي فيتعاونون على حَفْر بئْرٍ فيكون لهم السَّقْي، ويمنعون غيرهم، فيكون ذلك من صفات الخُلْطَة، ولعلّهم يُعَبِّرُون عنه تارة بالماء، وتارة بالدَّلْو.

المسألة السابعة (٨):

قوله (٩): "وَالمَبِيت" فحيثُ تبيتُ المواشي، والكلامُ فيه كالكلام في المُراَحِ.

قال علماؤنا (١٠): وإنّما اعتبرت هذه الصِّفات في الخُلْطَةِ لأنّها من (١١) الصَّفات الّتي تَخَفَّفَتْ بها المؤونة.


(١) ما عدا السطر الأوّل مقتبس من المنتقى: ٢/ ١٣٧.
(٢) أي قول مالكٌ في الموطّأ (٧٠٩) رواية يحيى.
(٣) "يقوم" زيادة من المنتقى.
(٤) ما بين النجمتين ساقط من النّسختين بسبب انتقال نظر ناسخ الأصل واستدركنا النقص من المنتقى.
(٥) هذه المسألة مقتبسة من المنتقى: ٢/ ١٣٧.
(٦) في المنتقى: "تسقى".
(٧) تتمة الكلام كما في المنتقى: "فيشترك فيه الخلطاء لتخفّ مؤنته على جميعهم".
(٨) هذه المسألة مقتبسة من المنتقى.
(٩) أي قول الفقه في اشراط المعاني المعتبرة في الخُلْطَةِ.
(١٠) المقصود هو الإمام الباجي.
(١١) في المنتقى: "هي".

<<  <  ج: ص:  >  >>