كتاب المسالك في شرح موطأ مالك

كتاب الضحايا - المقدمة الأولى في سرد الآي والآثار في فضيلة الأضحية - ج: 5 - ص: 147

وَأظْلافهَا، وَإِنَّ دَمَهَا لَيَقَعُ مِنَ اللهِ بِمَكانٍ قَبْلَ أنّ يَقَعَ عَلَى الأَرْضِ، فَطِيبُوا بِهَا نَفْسًا" (١).

وقولُه: "بِقُرُونِهَا وَأَظْلَافِهَا وَأَشعَارِهَا" يريد: لا يضيع شيئًا منها، وأنّه لَيُجْزِئهُ ويُجَازى عليه، فلذلك يُسْتحَبّ عظم الضّحية وكمال شعرها وجمال خَلْقِهَا.

ومن حديث أبي جَنَاب - واسمه يحيى بن أبي حيّة الكلبي (٢)، عن عكرمة، عن ابن عبّاس؛ أنّ النّبيّ - صلّى الله عليه وسلم - قال: "ثَلَاثٌ هِيَ عَلَىَّ فَرضٌ (٤) وَهِيَ لَكُمْ تَطَوُّعٌ: النَّحْرُ وَالوِتْرُ وَرَكعَتَا الفَجْر" (٣).

وفي "كتاب مسلم" (٤) و"الدّاودي" (٥) عن عَامِر أبي رَمْلَة، قال: أنبأنا

---

(١) أخرجه التّرمذيّ في جامعه (١٤٩٣) عن عائشة وقال: هذا حديث حسن غريب، كما أخرجه في علله الكبير (٤٤١)، وأخرجه أيضًا ابن ماجه (٣١٢٦)، وابن حبّان في المجروحين: ٣/ ١٥١، والحاكم: ٤/ ٢٢١، والبغوي في شرح السُّنَّة (١١٢٤).
(٢) مشهور بكنيته، توفي سنة ١٥٠ أو قبلها، قال ابن معين في رواية: ضعيف، وقال أيضًا: ليس به بأس إِلَّا أنّه كان يدلُّس، وقال ابن سعد كان ضعيفًا في الحديث. انظر: تاريخ ابن معين: ٢/ ٦٤٢، وطبقات ابن سعد: ٦/ ٣٦٠، والتاريخ الكبير: ٨/ ٢٦٧، والضعفاء والمتروكين للدارقطني: ١٧٦، والشجرة في أحوال الرجال (١٢٣).
(٣) أخرجه الدارقطني: ٢/ ٢١، والحاكم: ١/ ٣٠٠، والبيهقي: ٢/ ٤٦٨ وقال: "أبو جناب الكلبي اسمه يحيى بن أبي حية، ضعيف، وكان يزيد بن هارون يصدِّقُه ويرميه بالتدليس".
قال ابن حجر في تلخيص الحبير: ٢/ ٣٨ (٥٣١) "ومدارُه على أبي جناب الكلبي عن عكرمة، وأبو جناب ضعيف ومدلِّس أيضا، وقد عنعنه، وأطلق الأيمة على هذا الحديث الضعف".
(٤) الظّاهر أنّ عزو المؤلِّف لكتاب مسلم سبق قلم. وقد تنبّه لهذا الوهم ابن دحية فقال في كتابه "أداء ما وجب": ٩٥ "والله يغفر له [أي لابن العربي] المقال، فإنّه نسب إلى صحيح مسلم ما ليس هو فيه أصلًا، كأنّه ما قرأ صحيح مسلم ولا طالعه ولا رواه، واللهُ يسامحنا وإيّاهُ".
(٥) في سننه: الحديث (٢٧٨١)، والحديث أخرجه أحمد: ٤/ ٢١٥، ٥/ ٧٦، والترمذي (١٥١٨) وقال: هذا حديث حسنٌ غريب، وابن ماجه (٣١٢٥)، والنسائي: ٧/ ١٦٧، والبيهقي: ٩/ ٣١٣