للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قَاعِدُونَ} ولكن اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما مقاتلون .. [فوالذي بعثك بالحق لئن سرت بنا إلى برك الغماد (١) لجالدنا معك من دونه حتى تبلغه]) (٢) .. (لا نقول كما قال قوم موسى لموسى: {فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ (٢٤)} ولكن نقاتل عن يمينك .. وعن شمالك وبن يديك ... وخلفك ..

قال ابن مسعود: فرأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - أشرق وجهه وسره) (٣).

لقد تأثر ابن مسعود بما قاله المقداد وتمنى في تلك اللحظات لو كان هو صاحب تلك الكلمات .. ولم يستطع ابن مسعود أن يكتم ذلك في نفسه، لقد صرح به فيما بعد فقال:

(شهدت من المقداد بن الأسود مشهدًا لأن أكون صاحبه أحب إليّ مما عُدل به) (٤) أما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فبعد أن رأى تلك العواطف الجياشة تمتد أمامه .. وعن يمينه وعن شماله وتحميه من خلفه .. بعد أن رأى الفداء يظلله كالحب كالغمام .. صاح مرة أخرى بالفئة المؤمنة.


(١) قال الراوي: مدينة الحبشة.
(٢) حسن. رواه ابن إسحاق وقد مر معنا .. وقد صرح بالسماع من شيوخه الثقات: الزهري، وعاصم بن عمر، وعبد الله بن أبي بكر، ويزيد بن رومان .. وهؤلاء الثقات أخذوه عن شيخهم الإمام عروة بن الزبير ورواه شيوخ غيرهم عن ابن عباس لكن هؤلاء الشيوخ غير معروفين والحديث يشهد له ما قبله من الأحاديث وما بعده عدا ما بين المعقوفين فلم أجد له شاهدًا. والحديث جزء من حديث بدر الطويل وهو ضعيف إلا ما كان له شواهد.
(٣) حديث صحيح. رواه البخاري عن ابن مسعود (٣٩٥٢).
(٤) حديث صحيح. رواه البخاري عن ابن مسعود (٣٩٥٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>