للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ما سمعت ... أمانة ورجولة واتزان .. فتمنته زوجًا رغم كبر سنها بالنسبة إليه .. ورغم زواجها من قبل .. وتم لها ما أرادت .. لكن أباها كان عقبة تحاول إعثار هذا الزواج .. لكن حب خديجة وذكاءها كانا أكبر من تخريفات عجوز لا يدري ما يخرج من رأسه .. لقد ملك عليها محمَّد شغاف قلبها .. فأعدت لوالدها حلًا لا ثاني له.

يقول ابن عباس رضي الله عنه:

(إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذكر خديجة -وكان أبوها يرغب عن أن يزوجه، فصنعت طعامًا وشرابًا، فدعت أباها وزمرًا من قريش، فطعموا وشربوا حتى ثملوا، فقالت خديجة لأبيها: إن محمَّد بن عبد الله يخطبني فزوجني إياه. فزوجها إياه. فخلقته، وألبسته حلة -وكذلك كانوا يفعلون بالآباء- فلما سرى عنه سكره، نظر فإذا هو مخلق وعليه حلة، فقال:

ما شأني هذا؟ قالت خديجة:

زوجتني محمَّد بن عبد الله. قال:

أُزَوِّج يتيم أبي طالب؟ لا لعمري، فقالت:

أما تستحي، تريد أن تسفه نفسك عند قريش، تخبر الناس أنك كنت سكران، فلم تزل به حتى رضي) (١) وأذعن للأمر الواقع. أما محمَّد - صلى الله عليه وسلم - فلم


(١) رواه الإمام أحمد بسند قوى (الفتح الرباني (٢٠/ ١٩٧)، من طريق أبي كامل، حدثنا حماد ابن سلمة عن عمار بن أبي عمار، عن ابن عباس. وهذا الإسناد قوى، فأبو كامل شيخ أحمد واسمه مظفر بن مدرك الخراساني، ثقة، انظر التهذيب (١٠/ ١٨٣) والتقريب (٢/ ٢٥٥)، وأما عمار فحديثه حسن، انظر التقريب (١/ ٤٨) وأما حماد بن سلمة فمعروف. وهذا هو الخبر القوى الذي استطعت الوصول إليه عن كيفية الزواج، فقد وردت أحاديث كثيرة وضعيفة، تذكر أن خديجة كان عمرها في الأربعن وهو في =

<<  <  ج: ص:  >  >>