هذه هي النبوءة التي غفل عنها الأحبار وتعسف في تأويلها الشراح هل تنطبق على نبي غير محمَّد - صلى الله عليه وسلم - .. من هو الذي جاء بالوحي من جهة بلاد العرب .. من هو الذي هرب وأصحابه من شدة العذاب ولظى السيوف؟
من هو النبي الذي هرب من قومه (بني عدنان) ثم حاربهم بعد عام وأفنى جبابرتهم ولم يبق من جبابرتهم سوى القليل .. ؟
من هو النبي الذي أفنى هيبة قريش وهم بنو عدنان .. بعد سنة من هجرته وهروبه .. ثم إن هناك حقيقة كالشمس تزداد سطوعًا كلما حاول اليهود إخفاءها.
هذه الحقيقة هي أن التوراة تخاطب اليهود .. اليهود وحدهم .. وهي تطلب منهم أن يستقبلوا حامل الوحي القادم من بلاد العرب بالترحاب والخبز وأن ينصروه فهو هارب من السيوف المسلولة والأقواس المشدودة .. فلماذا انتقل اليهود من أرض الشام إلى المدينة (يثرب) لماذا تركوا الديار المقدسة الباردة إلى يثرب ذات المناخ الحار والحمى القاتلة .. ؟ السبب بسيط: هو أن التوراة كانت فيها تفاصيل أكثر عن هذا النبي وعن مكان هجرته وعن وقت خروجه .. وإلا فما الذي حشر اليهود وجعلهم يزاحمون العرب في (يثرب) ذات الحمى والجبال الوعرة .. ما الذي جعلهم يتحملون كل هذه المعاناة .. إلا لأنهم كانوا يريدون أن يوافوا الهارب بالخبز ويحطموا به العرب والعالم .. لكن ويا لأسفهم .. هذا الهارب عربي من بي عدنان (قيدار) .. إنها كارثة كيف ينقاد بنو إسرائيل لنبي عربي بعد ذلك التاريخ الحافل بالكتب والوحي .. بعد تلك السلسلة الطويلة من الأنبياء العظام من اليهود .. ؟