للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"فقالوا: يا أبا عمرو .. حلفاؤك، ومواليك، وأهل النكاية، ومن قد علمت -ولا يرجع إليهم شيئًا ولا يلتفت إليهم- حتى دنا من دورهم، التفت إلى قومه فقال:

قد آن لي أن لا أبالي في الله لومة لائم".

قال أبو سعيد: فلما طلع قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-:

قوموا إلى سيدكم "فأنزلوه. قال عمر: سيدنا الله.

قال: أنزلوه" قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: احكم فيهم.

فقال سعد: فإني أحكم فيهم أن تقتل مقاتلهم، وتسبى ذراريهم، وتقسم أموالهم.

فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لقد حكمت فيهم بحكم الله [من فوق سبع سماوات]) (١) (حكم الله فيهم وكانوا أربعمائة) (٢) مقاتل .. خانوا .. وتربصوا بالمؤمنين الدوائر .. وتعاونوا مع الأعداء لإزالة دولة الإِسلام ..

أخذ هؤلاء على حدة .. وأخذ الأطفال والنساء على حدة .. أما من أسلم فقد عاد إلى الحصن .. إلى أهله وأولاده وإلى ماله الذي لم يمس .. ثم توجه بهم المسلمون نحو سوق المدينة .. وأدخل النساء والأطفال بيوت


(١) حديثٌ حسنٌ عدا ما بين الأقواس الصغيرة وله شواهد صحيحة .. وهو حديث عائشة الذي حسنه ابن كثير وهو من طريق محمَّد بن عمرو بن علقمة عن أبيه عن جده عن عائشة .. وأبوه يحتاج إلى توثيق - والحديث حسن بالأحاديث الصحيحة عند البخاري وأحمدُ وغيرهما والزيادة بين المعقوفين حسن عند ابن سعد (٣/ ٤٢٦) من طريق التمار وهو حسن الحديث ولها شاهد مرسل عند ابن إسحاق .. من طريق محمَّد بن عمرو بن علقمة عن أبيه عن جده ..
(٢) سنده صحيح وقد مر معنا من رواية الليث عن أبي الزبير عن جابر عند أحمد (٣/ ٣٥٠) وقد مر تحت عنوان (خيانة ثالثة).

<<  <  ج: ص:  >  >>