كتاب السيرة النبوية كما جاءت في الأحاديث الصحيحة

مهمتان لأبى قتادة - ج: 3 - ص: 159

فالتفت فأبصرته) (١) (وأنا رجل حلٌّ على فرسي، وكنت رقاءً على الجبال، فبينا أنا على ذلك إذ رأيت الناس متشوقين لشيء، فذهبت انظر، فإذا هو حمار وحش، فقلت لهم: ما هذا؟ قالوا: لا ندري.

قلت: هو حمارٌ وحشيٌ.

فقالوا: هو ما رأيت) (٢) (واستعنت بهم، فأبوا أن يعينوني) (٣).

فض أبو قتادة رضي الله عنه (فركب فرسًا يقال له: الجرادة) (٤).

يقول أبو قتادة: (فقمت إلى الفرس فأسرجته، ثم ركبت، ونسيت السوط والرمح، فقلت لهم: ناولوني السوط والرمح. فقالوا: لا، والله لا نعينك عليه بشيء، فغضبت، فنزلت، فأخذتهما، ثم ركبت، فشددت على الحمار، فعقرته) (٥) (فأتيت إليهم فقلت: قوموا فاحتملوه. قالوا: لا نمسه. فحملته حتى جئتهم به، فأبى بعضهم، وأكل بعضهم. فقلت: أنا أستوقف لكم النبي - صلى الله عليه وسلم -) (٦) (فطلبت النبي - صلى الله عليه وسلم -, أرفع فرسي شأوًا وأسير شأوًا، فلقيت رجلًا من بني غفار في جوف الليل.

قلت: أين تركت النبي - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: تركته بـ: تعهن (٧) وهو قائل السقيا (٨).

---

(١) حديث صحيح رواه البخاري (٥٤٠٧).
(٢) حديث صحيح رواه البخاري (٥٤٩٢).
(٣) حديث صحيح رواه البخاري (١٨٢١).
(٤) حديث صحيح رواه البخاري (٢٨٥٤).
(٥) حديث صحيح رواه البخاري (٥٤٠٧).
(٦) حديث صحيح رواه البخاري (٥٤٩٢).
(٧) مكان بين مكة والمدينة.
(٨) أي أنه سيقيل في مكان يقال له السقيا.